للرياضة وجه مجتمعي، تعكس كل صوره ونسيجه وتناقضاته أيضاً،فلا غرو أن تكون الرياضة باعتبارها نشاطاً ترفيهاً،ضمن المجتمع الواحد،تخضع للقوانين ذاتها التي تحكم المجتمع،ومنها بل وأهمها،قانون التفاوت الطبقي،الذي يتجلى أكثر مايتجلى في الأندية التي تمارس رياضة هاوية ضمن عباءة الاحتراف!!
من الناحية العملية والواقعية،فإن رياضتنا كلها هاوية،وبلا استثناءات،على الرغم من كون لعبتي كرة القدم والسلة،تسميان مجازاً محترفتين،ولدينا دوريات محترفة،وإن كان بالاسم فحسب..
مشكلات جمة وصعوبات عديدة تواجهها إدارات الأندية،في طريق تحضيراتها وإعدادها وخوضها لدوريات كرة القدم بفئاتها المختلفة،وتبدو الأمور شائكة أكثر،عندما يتم الحديث عن دوري المحترفين،بعد أن بات المطلوب أن تكون لهذه الأندية ميزانيات بأرقام فلكية،ليتسنى لها التعاقد مع النجوم واللاعبين اللامعين،أو إقناع لاعبيها بالبقاء،وعدم الانجراف نحو الإغراءات التي تقدمها أندية أخرى يقف خلف كواليسها داعمون وممولون وأصحاب جيوب منتفخة، ومادامت العقود محدودة الأجل،لاتتعدى الموسم الواحد،فإن اللاعبين يجدون أنفسهم،في موقع القوة في التفاوض مع إدارات أنديتهم،تخسر بعض الأندية نجومها مرغمة،لأنها لاتستطيع دفع مقدمات عقود بأرقام خيالية..
التفاوت في الإمكانات،وقوانين السوق،والبقاء للأقوى،والتفوق والألقاب لمن يملك الكثير من المال، سمات المشهد الرياضي عموماً، والكروي والسلويعلى وجه الخصوص!! هذا مانعرفه من عالم الاحتراف،أما بقية الأركان،فما زلنا نسمع عنها فقط،من خلال المتابعة للدوريات العربية والإقليمية والعالمية.