الثورة- رنا بدري سلوم:
لا يزال يبكي على وطنه الموجوع، يؤنسن شظاياه، يبكي زهوره، يشكّل من خشب الفرات وجع الإنسان، أربعون عاماً، عمر الكفين اللذين ينحتا صخراً وخشباً ليعطيهما من روحه هويّة، إنه الناقد التشكيلي والنحّات الرسام منير اسماعيل ابن الفرات البار بتراب أرضه، رغم حله وترحاله حول العالم قبل أن تشوه الحرب مدينته الجميلة دير الزور، بقي متجذراً هناك فرسم رغم ضعف الإمكانيات الفنيّة لديه، متخذاً أرضه طاولة لأدواته وسنداً لأعماله.. تميز اسماعيل بالنحت والتشكيل الطبيعي لأحجار فراته الذي يعشق، هي هويته الإبداعية التي ميزته عن غيره من التشكيليين، وفي تصريحه لصحيفة الثورة بين عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين والعرب منير اسماعيل أنه يعمل عند صياغة العمل الفني بحريّة تامة ولا يعتمد على مدرسة معينة بل ما يخدم فكرة العمل ورؤيته الخاصة في ترجمة الإحساس البصري.
وعن آخر أعماله الفنيّة قال: “أنجزت مجموعة فنية سوريّة وإنسانية بامتياز، لها دلالاتها ورمزيتها وإنسانيتها العميقة الواسعة والمؤثرة”، معتبراً أنّ الفن رسالة إنسانية ولغة بصرية موجهة للعالم ولا ينحصر في منطقة جغرافية ضيقة، أي أن ولادة فكرة مجموعته بدأت من مسقط رأسه دير الزور ولكن ليس المقصود بها دير الزور تحديداً وإنما إيصال رسالته للعالم.
في الجعبة الفنية للناقد التشكيلي منير اسماعيل ستة معارض فردية في اللاذقية، جبلة، بانياس، دير الزور، وخمسة معارض سنويّة في دمشق المتحف الحربي، إضافة إلى معارض جماعيّة في طرطوس، حلب، تدمر، دير الزور، بانياس ودمشق، ومعرض يوم القدس العالمي في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق، وبهذا استطاع الفنان المبدع ابن دير الزور أن يصدّر فلسفته التشكيلية الخاصة متجاوزاً حدود الأماكن والتضاريس، لينهض بالإنسانية بيد جبلت من قداسة التراب، تشكّل الخشب الفراتي الذي لايزال صامداً وباللوح الشاهد وبالمطرقة التي تشبه الوقت والزمن.