الثورة – لقاء ريم صالح:
أكد المحلل السياسي الدكتور هيثم علي وخبير تطوير إداري وتنمية بشرية، ومحاضر في عدد من الجامعات السورية، والمراكز التدريبية، أن انقلاب النيجر لم يكن الأول من نوعه على الساحة الإفريقية، كما أنه لن يكون الأخير، ورغم ذلك إلا أن تداعياته لها الكثير من التأثيرات على المنطقة والعالم.
وقال الدكتور علي في تصريح لـ “الثورة” أن المشهد النيجيري يغدو اليوم أكثر وضوحا، لا سيما في ظل التكالب الاستعماري الغربي على هذا البلد الزاخر بالثروات والمعادن، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأهمية الاستراتيجية للنيجر، ومدى حساسية هذا الملف، تحديدا من وجهة النظر الفرنسية التي تعتبر النيجر خزاناً رئيسيا لليورانيوم ولمحطات الطاقة الفرنسية، وأيضا لدى الإدارة الأمريكية التي باتت هي الأخرى تتلمس رأسها خوفا من انحسار نفوذها في هذا البلد أو حتى تبدده كليا.
وختم الدكتور علي كلامه بالقول لا ندري إلى أين يمكن أن تسير البلاد، وهل ستشهد الأيام القادمة عملاً عسكريا حقا، لإعادة الزمن إلى الوراء وإلى ما كانت عليه قبل الانقلاب؟!، أم لا؟!، ولكن من الواضح والمؤكد أن هناك قلقاً أمريكا فرنسياً غربياً من ردة فعل الشارع النيجيري، فالنيجيريون لم يتوانوا ولو للحظة عن التعبير عن رفضهم للوجود الاستعماري على أراضيهم، عبر القواعد الغربية العسكرية المنتشرة في البلاد، وأيضا لم يترددوا على الإطلاق من ترديد شعارات تطالب روسيا بالتدخل على خط الأزمة النيجيرية، لاسيما بعد أن لمسوا ولسنوات أن الأمريكي والفرنسي لم يكونا في يوم من الأيام، سوى قوى عدوانية غاشمة تقتات على دمائهم، وعلى ثرواتهم، وتهدد مستقبلهم وتطورهم.