الثورة – لقاء ريم صالح:
أكد الدكتور تركي حسن محلل سياسي وخبير استراتيجي أن النيجر بات اليوم على مفترق طرق، لاسيما في ظل التكالب الدولي الاستعماري عليه، ومحاولة كل القوى الاستعمارية لحرف مسار مجريات الأحداث في هذا البلد، وإعادة عقارب الساعة الاستعمارية إلى الوراء، بما يتواءم ومصالحها النهبوية في هذا البلد.
الدكتور حسن أوضح في حديث لـ”الثورة” أن لحدوث الانقلاب العديد من الأسباب لعل أبرزها أن الرئيس المطاح به محمد بازوم كان وبحسب العديد من المتابعين للشأن النيجيري مرتهناً لكل من الأمريكي والفرنسي على حد سواء على حساب مصالح الشعب النيجيري.
وأضاف أن الولايات المتحدة وفرنسا سرعان ما عبرتا عن قلقهما من هذا الانقلاب نظرا لما يمثله لهما النيجر وما يمتلكه من ثروات نفيسة في مقدمتها اليورانيوم والنفط والذهب.
ولفت إلى أن ما قبل الانقلاب يختلف تماما عن ما بعده حيث إن المجلس العسكري أوعز فورا بطرد السفير الفرنسي من البلاد كما انه قطع إمدادات اليورانيوم عن محطات الطاقة الفرنسية.
ومن هذا المنطلق فإننا لا نستغرب هذا التجييش الفرنسي حيال النيجر ومحاولة باريس الاستثمار بورقة الإرهاب أولا عبر الإيعاز للتنظيمات الإرهابية باستهداف الجيش النيجيري، وثانيا عبر شحن وتجييش مجموعة “الايكواس” وعلى رأسها نيجيريا لتكون رأس الحربة في توجيه ضربة عسكرية للبلاد وتدخل وشيك، فنيجيريا سرعان ما قطعت الكهرباء عن النيجر تنفيذا للاملاءات الفرنسية.
وختم الدكتور حسن كلامه بالقول قد تشهد الأيام القادمة تدخلا عسكريا ولكنها لن تكون في صالح القوى الاستعمارية لاسيما أن هناك العديد من الدول الإفريقية ودول الجوار النيجيري تدعم الشعب النيجيري ومجلسه العسكري وتقف إلى جانبه في مشروعه التحرري من قوى الاستعمار الامبريالية الأمريكية والفرنسية على وجه الخصوص وعلى رأسها الجزائر التي رفضت أي تدخل عسكري في البلاد.
كما أنه حتى اللحظة فإن هناك انقساما حادا حول موضوع التدخل من عدمه داخل مجموعة الايكواس التي تقامر بها واشنطن وباريس وأيضا في منظمة الوحدة الافريقية، دون أن ننسى أيضا أن النيجر طلبت التدخل الروسي لضرب الإرهاب المأجور في البلاد.
وبالتالي فإننا نعتقد أن الرئيس النيجيري لن يعود إلى كرسي الحكم، وأيضا فإن النيجر لن يشهد تعافيا سريعا الآن ولكن التحالفات التي سينشؤها المجلس العسكري النيجيري من المرجح أن تؤمن له العبور بصورة أو بأخرى إلى بر الأمان.