أحمد حمادة:
مع تطورات أحداث الانقلاب في النيجر بدأت باريس وعواصم الغرب بالتصعيد والتهديد والوعيد بالتدخل العسكري ضد الانقلابيين، وتبعتها المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا «إيكواس»، التي بدورها لوّحت بالتهديد باستخدام الخيار العسكري ضد ميامي، بعد تجاهل المجلس العسكري للموعد النهائي لإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه وإطلاق سراحه.
وفي ظل التهديدات المحتملة بشن مثل هذه العملية العسكرية دعا سكان العاصمة نيامي أمس إلى تجنيدٍ جماعي للمتطوعين بهدف مساعدة جيش البلاد، وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن السكان في نيامي أطلقوا مبادرات لتجنيد متطوعين، وقال أمسارو باكو، أحد مؤسسي مبادرة تجنيد المتطوعين، إن المبادرة التي يقودها سكان محليون في نيامي، تهدف لتجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد للدفاع عن النيجر والقتال، والمساعدة في جهود الرعاية الطبية وتوفير خدمات لوجستية تقنية وهندسية في حال احتاج المجلس العسكري إلى المساعدة.
وأضاف وفقاً للوكالة: «هذا أمر محتمل، نحتاج لأن نكون مستعدين في حال وقوع ذلك، ستبدأ حملة التجنيد يوم السبت المقبل في نيامي وعدة مدن قد تدخلها القوات الغازية، مثل تلك القريبة من الحدود مع نيجيريا وبنين اللتين قالتا إنهما ستشاركان في التدخل العسكري».
وأشار إلى أنه بإمكان أي مواطن يزيد عمره على 18 عاماً التسجيل في قائمة ستقدم إلى المجلس العسكري لاستدعاء المتطوعين إذا لزم الأمر، لافتا إلى أن المجلس العسكري غير منخرط في هذه العملية، لكنه على علم بالمبادرة.
وكان المجلس العسكري قال الأسبوع الماضي إنه منفتح على الحوار مع «إيكواس» بعد رفض جهود الكتلة في إجراء محادثات، لكن المجلس وجه اتهامات لبازوم بعد ذلك بوقت قصير بـ «الخيانة العظمى»، واستدعى سفير البلاد من ساحل العاج المجاورة.
وفرضت “إيكواس” سلسلة عقوبات تجارية ومالية على النيجر، وتعليق كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة مساعداتها لهذا البلد.
كما بدأت تلوح في الأفق المخاطر الاقتصادية التي نبهت إليها الأمم المتحدة، عبر إطلاق تحذيرات من انعدام الأمن الغذائي.
وحذرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء من أن الأزمة قد تفاقم بشكل كبير انعدام الأمن الغذائي في البلاد.
وأكد مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية، الحاجة لتطبيق إعفاءات إنسانية من العقوبات وإغلاق الحدود لتجنب التدهور السريع للأمن الغذائي في النيجر.
وأوضح المكتب بأنه حتى قبل انقلاب أواخر الشهر الماضي، تجاوز عدد النيجريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ثلاثة ملايين شخص.
ونبه إلى أن أكثر من سبعة ملايين آخرين، ممن يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي بشكل معتدل، “قد يشهدون تدهور وضعهم بسبب الأزمة المتفاقمة”، مشيرا إلى تحليل أولي لبرنامج الأغذية العالمي.
وتعد النيجر من بين أفقر دول العالم وتحل بشكل دائم في مرتبة متأخرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.