الثورة – لقاء عبد الحميد غانم:
أكد الباحث والصحفي الموريتاني محمد ولد الشيخ الباحث في الشأن الإفريقي ان ما يحدث في النيجر هو امتداد طبيعي لما حدث في دول أخرى مثل: مالي وبوركينا فاسو.. وهو بالدرجة الأولى تذمر وتمرد على الاستعمار الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي بالذات، لأنه من المعروف أن فرنسا هي التي كانت تحتل هذا الجزء من القارة الافريقية، وعلى مدى العقود الماضية لم تترك فرنسا أي نوع من الثروات أو نوع من المنشآت والمرافق في هذه الدول إلا وسيطرت عليه. و
أشار ولد الشيخ في تصريح خاص للثورة أن اليورانيوم المستخرج من النيجر تنهبه فرسا لتشغيل المفاعلات النووية الفرنسية، التي تضيء باريس بأنوارها المشعة، بينما المواطن في النيجر يعيش في ظلام دامس.. ذلك فإن فرنسا تعد من الدول التي تملك احتياطيات هائلة من الذهب، ومعظمه يستخرج من أراضي جمهورية مالي التي تعيش في فقر مدقع… وبالتالي فإن ما نشاهده في النيجر ومالي وبوركينافاسو حاليا هو نوع من التمرد على الاستعمار، الاقتصادي الفرنسي بالدرجة الأولى، وقال ولد الشيخ: إنه إذا كانت هذه البلدان الإفريقية قد شهدت ثورات تحررية خلال فترة للتخلص من الاستعمار المباشر، فإننا نشهد حاليا جيلا جديدا من القادة الأفارقة الشباب، الذين يحاولون النهوض بالقارة، والتمرد على الاستعمار الغربي، ومن هذا المنطلق فهم يحاولون التملص من الاستعمار الفرنسي القديم والتعاون مع قوى أخرى لم تكن يدها ملوثة بالجرائم في القارة الأفريقية، وهذه الدول مثل: الصين، وروسيا.. وغيرها من الدول الأخرى التي يحاولون الاعتماد عليها للنهوض ببلادهم، وكسر المعادلة الاستعمارية القديمة التي تقضي بتقاسم النفوذ بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.. ومما يساعد على ثورة الوعي الإفريقي الجديد دخول لاعبين جدد على الساحة الإفريقية كروسيا والصين، لذلك نجد القمة الصينية – الافريقية، والقمة الروسية الإفريقية وهذا ما يعزز من شوكة الثورات الجديدة، المناهضة للاستعمار الاقتصادي للقارة الإفريقية.