من منا لا يسعى لأن يكون لديه أصدقاء مخلصون، لكن تحقيق هذا الأمر لا يمكن لأحدنا أن يحققه بطرفة عين، بل الصداقة الحقيقية تبنى عبر الأيام والسنين والتجارب.
وكم نعرف أصدقاء كثر كانوا لنا المعين والمساعد ومن أجمل ما عبر عنه الخبراء والحكماء حين قالوا “الصديق قبل الطريق” يعني علينا أن يكون في حياتنا هذا الصديق الصدوق الذي يكون معنا كظلنا في السراء والضراء ونجده عند الملمات والشدائد ويكون ذا نفسية طيبة متفائلة يعين صديقه بهمة عالية في تقديم المعونة والمشورة محبة بصديقه دون منّة.
وعندما نحظى بمثل هكذا صديق علينا أن نحافظ على صداقته بكل معنى الكلمة ولا تشوب هذه الصداقة أي شائبة، ولا يجب أن نسمح لأحد أن ينغص علينا صداقتنا، وكم من صداقات دامت العمر كله وانتقلت من الآباء إلى الأبناء لأنها مبنية على المحبة والصراحة والتفاني بالخدمة لكلا الصديقين، ولا يسمح هذان الصديقان للواشي والمغرض أن يفسد علاقتهما الرائدة المبنية على كل ما هو جميل ولطيف ورائع.
وطبعاً هذا ما عبر عنه الحكماء فقالوا عن هذا الصديق الصدوق الذي نفتقد إليه في كل زمان ومكان واعتبره البعض من المعجزات عندما تجد صديقاً وفياً وأسموه بالخل الوفي الذي يحافظ محافظة عظيمة على صحبة صديقه محبة وأمانة ومساعدة في كل الأوقات ومعيناً مادياً ومعنوياً.
وكم سمعنا عن صداقات ارتبط أفرادها مع بعض ارتباطاً أسرياً ومصاهرة فأصبحوا عائلة واحدة تجمعهم الصداقة بأعلى درجاتها، وختام القول أذا حظي الإنسان على صديق أفعاله تقترن بأقواله في كل ما تعنيه كلمة صداقة من معنى ففي هذه الحالة نجد مجتمعاً تسوده الألفة والمودة والوئام والترابط المبني على القوة في كل شيء يعود على كل فرد من أفراد المجتمع، وبذلك تهون الصعاب أمامه ومن أجمل ما قالوا الصديق عند الضيق والمطلوب منا جميعاً اختيار الصديق بعناية فائقة لتكون حياتنا سعيدة.
جمال الشيخ بكري