الثورة-نيفين عيسى:
يطمح الإنسان لامتلاك الثقة بالنفس وقوة الشخصية لأنهما صفتان لابدّ أن تتواجدان في أي شخص يريد الوصول إلى النجاح في كافةّ جوانب الحياة الإجتماعية والأسرية والتعليمية والمهنية.
فما هي الثقة بالنفس .. وما الفرق بينها وبين الغرور؟
سلام قاسم الاختصاصية في علم النفس بيّنت «للثورة» أنّ هنالك خيطاً رفيعاً إذا لم ينتبه له الفرد تتحوّل الثقة بالنفس إلى غرور ،و الشخص الواثق من نفسه هو إنسان متواضع يملك قدرات وسلوكيات إيجابية وهذا يؤدي إلى نجاحه بعمله، والأشخاص الواثقون من أنفسهم يتعرضون إلى اتهامهم بالغرور وذلك من قبل الأشخاص الفاشلين في حياتهم وعملهم.
حل المشكلات
وأوضحت قاسم أن الواثق من نفسه يتميّز بالشعور بالسعادة والتفاؤل والإيجابيّة، والاطمئنان في كافّة جوانب حياته ، وكذلك السرعة في اتّخاذ القرار والمبادرة والقدرة على حل المشكلات إضافة لامتلاكه العزيمة للوصول لأيّ هدف يريد تحقيقه.
وإذا انتقلنا إلى الشخص المغرور فهو إنسان فارغ من الداخل لا يمتلك قدرات أو مهارات مميزة ويحاول تقليد الناجحين ولكن عند أول خطوة تظهر حقيقته حيث يتّصف المغرور بحبّه لنفسه بطريقة تزيد عن الحدّ الطبيعي وشعوره بالعظمة، وتوهّمه بأنّه وصل إلى الكمال، والذي ينتج عنه قيام الشخص بالعديد من التصرّفات غير الصحيحة كأن يُشعِر الأشخاص حوله بالنقص و أقلّ مكانةً منه، و أعلى وأرقى منهم.
وبشأن انعكاس الثقة بالنفس على شخصية الإنسان في المنزل أشارت قاسم أنها تُساعده على بناء شخصيته التي يكون لها دور إيجابي ضمن الأسرة لأنه يعرف ماذا يُريد ويرسم الطريق لتحديد أهدافه ويصبح موقفه قوياً أمام الآخرين .
قوّة الشخصية
وأكدت اختصاصية علم النفس بأنّ صاحب الشخصية القوية لا يخشى النقد من الآخرين وإنَّما يجعل الآخرين يشعرون بذكائه وكفاءة سلوكياته التي تنبع من داخله ، دون أي ضغط منهم ، وأن اتخاذ القرارات الصحيحة دليل على قوة الشخصية ، حيث يقوم الفرد باتخاذ القرارات دون أن يسمح لأحد بمحاولة تغيير خياراته ، وهو إنسان يمتلك شخصية قوية ولديه ثقة بنفسه ، ولكن لا مانع من أخذ المشورة من ذوي العلم وأصحاب الخبرة، للوصول إلى القرارات السليمة.
وعلى الصعيد الإجتماعي ، نوّهت قاسم بأنّ الثقة بالنفس تؤدي إلى زيادة مهارات التواصل ويكون ذلك بالتعامل الذكي مع الأشخاص بمختلف أفكارهم ، وعندما يفهم نفسه جيداً ويعرف قدراته وإمكانياته يستطيع معرفة الآخرين بصورة صحيحة والتعامل معهم بوضوح وشفافية.
إذاً: هي ثقة الإنسان في قدراته وفي صفاته وتقييمه للأمور فالإنسان الواثق من نفسه بأنه شخصٌ يحترم ذاته ويُقدّرها، ويُحب نفسه ولا يؤذيها، ويدرك كفاءاته، ويثق بقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.
