يا لها من فرحة لطالب كسول حين يفيق ذات صباح ويخبره أهله أن الدوام في المدرسة تم تأجيله لشهر كامل!! فذلك الطالب لا يهمه سوى التأجيل والتسويف ما استطاع إليهما سبيلاً، ولن يتساءل حينها عن القرار وسيباركه مهما كانت نتائجه.
حينما يحل التخبط في إدارة الوقت يصبح الوقت كالضيف لا كالسيف، فنحن لا ندري متى يأتي الضيف، ومتى يرحل والأدب يفرض علينا أن نخضع لمزاجيته لا إلى جدولنا وروزنامتنا، فوقت الضيف هو جزء من الفوضى التي تربك عالمنا لعدم دقته بعكس وقت السيف القاطع والدقيق.
عن الوقت وأهميته نتكلم، حينما نسمع مثلاً التلاميذ الكسالى، أن اتحاد الكرة أعلن عن تأجيل الدوري الممتاز شهراً تقريباً، والسبب أن 11 من أصل 12 نادياً ليست جاهزة لا بدنياً ولا مالياً ولا فنياً ولا نفسياً.. إلخ!! وهل هذا كلام؟! إنه يشبه قولنا إن مدرسة قررت تأجيل الدوام لأن 990 طالباً من أصل ألف طالب ليسوا جاهزين!!.
لدينا العلوم بشتى أنواعها للحكم على عدم صوابية هذا القرار، لدينا الرياضيات التي تثبت أن جدول الدوري تم وضعه بالتوازي مع الدوري الأولمبي ودراسته (قالوا وقتها بدقة) ثم صدر ولم تشمل (الدقة) سؤال الأندية فيما إذا كانت جاهزة أصلاً أم لا!!، لدينا البيولوجيا التي تؤكد أن الساعة البيولوجية الرياضية لا يمكن العبث بها وتقديمها وتأخيرها لأن ذلك يؤدي إلى الإرهاق والإجهاد والتخبط والفوضى وعدم استقرار الضغط والسكر والكوليسترول الرياضي.
دعونا من مبالغة بعض الدول في تعاملهم مع الوقت، ولنحاول فقط أن نضبط رياضتنا تقريبياً على أساس (سيفي)، وليس (ضيفي) لأننا نحن الأمة التي قالت: إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك أم إننا نسينا ما قلنا؟!.