لا تنصب أميركا عرش شرورها إلا فوق تلال خراب ولا تقتات إداراتها إلا على الحروب والإرهاب ونهب ثروات الدول، فتعميق حفر النار وزيادة رقعة تمددها واكتواء الإنسانية بلهيب الحرائق وتجويع الشعوب أساليب قذرة تمتهن واشنطن تأدية طقوس العربدة فيها.
وما بين تعديات صارخة ولصوصية تمارس واشنطن بكل سلوك منفلت من أي ضوابط إنسانية أو قوانين دولية رادعة لعبة استهداف الإنسانية بمقتل الصمت الدولي فصناعة الموت وإفقار الشعوب وافتعال الاضطرابات، في كل ذلك وغيره من مستحضرات الغلو الإجرامي يجد الأميركي ضالته الإرهابية بشحذ خناجر الفتن ومسننات الإرهاب.
وما تحشيد أميركا العسكري الاستعراضي بالفترة الأخيرة وتسلل أركان حروبها إلى التنف والجزيرة السورية، وليس آخرها مارك ميلي لا تندرج إلا في إطار محاولة ترتيب أوراق باتت تحترق وتسييج منابع النفط السوري التي تسرقه بزنار نار إرهابي بعد تعاظم مفاعيل المقاومة الشعبية وانهمار رسائلها الميدانية في عقر قواعد الإرهاب الأميركي في الجزيرة والإيهام أنها قادرة على تفخيخ مشهد الانزياحات الكبرى في الشرق الأوسط عن سياساتها الهدامة .
فغليان المشهد العالمي بتطورات على عكس الرغبة الأميركية أصاب واشنطن بحمى المتغيرات الدولية، وكعادتها كلما ضاقت أنفاسها بالخيبات لاذت بالاعتداءات وتشديد قبضة الحصار، فهي أي أميركا لم تشعل نار الإرهاب لتطفئها ولا تسخن الملفات على نار الأطماع لتبردها ولا تبث الفوضى الهدامة إلا للملمة تبعثر أوراق هيمنتها ولا تزج حطب التسعير الإرهابي، وتدور رحى دواعشها إلا لتتمكن من تثبيت خرائطها الاستعمارية في الجزيرة السورية وإطالة أمد وجودها الاحتلالي لتستثمر بسرقة النفط السوري إلى مدى زمني أطول.
وضمن بهرجتها الاستعراضية الدعائية هذه لا يفوتها إن تغمز من قناة أطماع التركي فتربت على كتف مآربه التوسعية الاحتلالية، وتبيع صكوك الوهم للانفصاليين الغارقين في ماء الترغيب الأميركي وأوحال التبعية.
بعيداً عما تلهث أميركا لترسيخه من خرائط على الأراضي السورية.. ما نعول عليه إرادة قوية وتصميم على اقتلاع مخالب الشر الأميركي من أرضنا وثرواتنا وإنهاء الاحتلال، وثبات لا يلين على الحقوق والثوابت مهما اشتدت عواصف الاستهداف.

السابق
التالي