المحن محك الأمم والشعوب ولا نظن أن شعباً في العالم إلا وقد تعرض للكثير من المصاعب سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية أو غيرها.
وربما يصح القول: إن تاريخ البشرية سلسلة من النكبات والإنجازات.
وبالتأكيد لسنا في سورية خارج المعادلة بل نحن في قلبها لأننا قلب العالم.. منذ آلاف السنين بل من بدء النشوء الحضاري كانت بلادنا في قلب الأحداث تارة صانعة لها وتارة أخرى منفعلة بها.. ولكنها في معظم الوقائع كانت هي الموجه للأحداث والقادرة على إدارتها مهما كانت.
اليوم سورية عبرت الكثير وغيرت وقائع العالم خلخلت ما ظن النظام العالمي المستبد أنه لم ولن يتغير.
ثمة معادلات كبرى بدأت تظهر أقطاباً كانت تمشي ببطء لكنها اليوم تغذ السير وترسم حدوداً جديدة لعالم أكثر أمناً وقدرة على التواصل والتفاعل.
وهذا لن يكون سهلاً لكنه الأن أكثر اقتراباً من الإنجاز الكامل.. وقد دفع الشعب السوري تكاليف باهظة ثمناً له، ومازال يمضي في سبيل تحقيق أهدافه..
وقد حقق نصره الميداني والسياسي، ولكن هل يسلم العدو بهزيمته وبانكسار مشروعه؟.
بالتأكيد: لا لن يسلم وفي جعبه وأقبية مخططاته عشرات البدائل والوسائل يعرف كيف يستغل كل شاردة وواردة في الداخل أو الخارج وثمة من يمهد له الطريق عن سوء نية أو حسنها ..ولا ضمان لصد وتمزيق المخططات إلا بوحدة وطنية وانتماء حقيقي وقدرة على البذل والتضحية..
وفي الوقت نفسه الضرب بيد من حديد لكل من يستغل الحاجات الاجتماعية، ويعمل على اغتنام الفرص وما أكثر هؤلاء أنهم بيننا مع كل هبة ريح يتلونون.
وهم الأسوأ من العدو المعروف الهوية.. أنهم باختصار: كل من يستطيع فعل شيء ما ولا يفعله.. كل من لا يقوم بواجبه من الأفراد أو المؤسسات أو غيرها.
سنعبر ما نحن فيه هذا يقين ولكن أليس علينا أن نقلص الفترة الزمنية لقد طالت أكثر من اللازم ..