على غاية من الأهمية الكبيرة بدا المرسوم رقم ٢٢٥، الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد يوم أمس، والمتعلق بمعالجة أوضاع عدة شرائح من طلاب الجامعات، حيث جاء فرصة مناسبة للعديد من الطلاب من مختلف السنوات الدراسية والتخرج، ممن لم تسمح لهم ظروفهم لسبب أو لآخر من إتمام أعوامهم الدراسية وفق الخطط المقررة للدراسة الجامعية.
فالمرسوم جاء تلبية لرغبات هؤلاء الطلاب في العودة للجامعة وتعويض ما فاتهم، ومتابعة تحصيلهم الجامعي الذي يناسب طموحهم وما رسموه من أمنيات وأحلام خلال الفترة الدراسية الجامعية لمختلف اخصاصاتها، والتي تعدّ حلماً كبيراً لكل الطلاب بشكل عام، لما تشكله الشهادة الجامعية من أهمية في مصير ومستقبل طلاب الجامعات، وولوجهم بعد التخرج لسوق العمل بجوانبه المتعددة.
إذ يعد المرسوم الأوسع والأشمل من نوعه، ولم يصدر مثله سابقاً، لجهة شموليته للعديد من شرائح الطلاب، ولجهة الاستفادة الكبيرة منه، حيث يبلغ عدد الطلاب المستفيدين منه أكثر من 43 ألف طالب جامعي، وهذا بحد ذاته رقم مهم لمن كانوا قد فقدوا الأمل في إكمال تحصيلهم الجامعي المطلوب.
وبالتالي المرسوم بوابة كبيرة عبرها يستطيع الطالب المستفيد العودة للجامعة بثقة كبيرة، وانطلاقة واثقة بالنجاح للاستفادة من هذه الفرصة التي لا تعوض، واستدراك أي خلل أو تقصير سابق من خلال إعادة الطلاب المستنفذين لسنوات الرسوب أو المفصولين لمتابعة دراستهم من طلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا.
ولاقى المرسوم صدى ايجابياً كبيراً في الوسط الجامعي، حيث سمح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى بالترفع إلى السنة الأعلى لمن يحمل ستة مقررات على الأكثر بدلاً من أربعة مقررات نتيجة الامتحانات، وسمح لمن يحمل ست مواد على الأكثر من طلاب السنة الجامعية الأخيرة بدلاً من أربع بتقديم امتحان الدورة التكميلية للعام الدراسي 2022-2023 فقط.
إضافة للميزة المهمة للمرسوم لجهة منح عام دراسي واحد لطلاب المرحلة الجامعية الأولى ولطلاب دراسات التأهيل والتخصص وطلاب الدراسات العليا (ماجستير والدكتوراه)، الذين استنفذوا فرص النجاح أو لمن لم يقدموا أطروحة الماجستير والدكتوراه، كل ذلك يتطلب من الطلاب المستفيدين استنفار جهودهم واتخاذ التحضيرات اللازمة للاستفادة القصوى من مزايا المرسوم ونتائجه الإيجابية كافة.