صبرت دير الزور ثلاث سنوات على الحصار، ذاق أهلها أنواعاً من العذابات والقهر والموت لو مرت بضعة أيام منها على أي ولاية أميركية أو غربية لانهارت إمبراطورية الشيطان الذي ينشر الشرّ في العالم..
تحدى أبناء دير الزور الأمل الذي كان يفرّ منهم، والعالم صمته يطبق على أعناق أطفالهم الرضع، وهم المحرومون من الحليب، ورئات الذين يخنقهم غبار العجاج.. كان الموت صديق الصباحات والمساءات.. أرادوا كسرها بحرمان أهلها من أبسط مقومات الحياة فكُسروا.
تحدى أبناء دير الزور الحصار بكسرة الخبز الجافة وحشائش الأرض، لأجل البقاء؛ يقيناً بأن التحرير قادم والنصر مكتوب ليوم مشهود، والإرهاب إلى زوال.. لم يبق في البيوت إلا صقيع البرد.. وقيظ الحر.. ثلاث سنوات والتحدي لأجل يوم الفتح والنصر باق.. وكان..
لأن اليقين بأن الجيش العربي السوري لن يدعهم وحدهم إلى مصير مجهول.. وفك الحصار وبدأت الحياة تسري في الأجساد النحيلة.. والقريبة من التلاشي..
الآن يتحدى كل الشعب حصار القضاء على الوجود.. الذي دعاه بايدن أنه الخطة البديلة حيث فشلت الحلول العسكرية للقضاء على الدولة السورية.. صمد أبناء الدير ليقينهم بوصول الجيش يوماً.. وكان الأمر لا يحتاج صبر ساعة، بل ثلاث سنوات لياليها طويلة بأنينها.. ونهاراتها قاسية بيباس الحلوق بلا ماء والنهر على بعد خطوات..
التحدي اليوم يقبله الشعب ويعضّ عليه الأنامل.. لكنه يحتاج لأمل غير بعيد، لا يفرّ من الوجوه، يقيناً بأن الحلول كثيرة.
ذاك التحدي الجماعي ساق الأمل إليهم رغماً عنه، بالصمود واليقين بالنصر..
اليوم من سرقوا قوت الشعب وملؤوها يكنزونها، كثيرون منهم ينعشون اقتصاد الغير!! ويتهافتون لإضعاف العملة الوطنية.. ويلكم أيها الفاسدون؛ من دعاء مظلوم في جوف الليل..
الدولة باقية وطودها يحميها.. لكنها دوماً تحتاج أبناءها الشرفاء.. نعرف صهاينة الخارج وإرهابييه، وأعداء سورية..
ربما بعضنا يعرفكم ولصبره حدود، وحياؤكم طار من وجوهكم، يا من تناوئون الشعب لاستغلال ضائقته.. وأنتم تنعّمون الكلام لصالح مستأجريكم..
تحدي الشعب أمثولته تحدي الدير في حصارها.. المنافقون في الدرك الأسفل والدولة باقية، والمرتشحون من الخارج عبر الثقوب الضيقة، لا تفرحوا فرتقها سهل وبسيط.. هي الأولويات فقط.. وجرس الإنذار في آذانكم نفخ صور.. احذروا.. تحدي الأمل يأتي به مرغماً.. فلن تطفئوا النور بأفواهكم.. والله متمم نوره على سورية، فهي السيدة وستبقى نقية مثل الياسمين مهما خانته الفصول..