“موندياليزاسيون”: أوكرانيا ليست قادرة على احتواء التفوق الجوي الروسي

الثورة – ترجمة محمود اللحام:
طلب الرئيس الأوكراني من الغرب 160 مقاتلة من طراز F-16، لاعتقاده بأن هذا العدد من الطائرات المقاتلة هو القادر على تحدي التفوق الروسي في الجو. لكن السؤال ما هي تكلفة هذا الطلب، وهل لدى كييف أي فرصة للحصول على هذا العدد الكبير من المقاتلات؟.
فقد صرح فولوديمير زيلينسكي لأول مرة بالعدد الدقيق لمقاتلات إف-16 الأمريكية التي تحتاجها أوكرانيا، وقال في مقابلة مع قناة RTP التلفزيونية البرتغالية: “نحتاج إلى حوالي 160 مقاتلة لتكون لدينا قوة جوية قوية لاتسمح لروسيا بالهيمنة على المجال الجوي”.
وأضاف زيلينسكي: إنه تم بالفعل الاتفاق على صفقة للحصول على 50-60 من هذه الطائرات، لذلك لم يتبق سوى مائة.
والواقع أن طائرات إف-16 وعدت أوكرانيا بتزويدها بها بالفعل، ففي 20 آب الفائت، على سبيل المثال، زار زيلينسكي هولندا وأعلن أنه سيستقبل 42 مقاتلة من ذلك البلد “بعد تدريب الطيارين والمهندسين الأوكرانيين”. وفي وقت لاحق، أعلنت الدنمارك أيضاً نقل طائراتها من طراز إف-16 إلى أوكرانيا، لكن دون تحديد عدد الطائرات أو الموعد النهائي.
وتمنح الهيمنة الجوية العديد من المزايا الرئيسية للقوات الروسية.
أولاً، يمكن لطائرات القاذفات الروسية قصف مواقع العدو الأرضية دون رد تقريباً، بما في ذلك استخدام القنابل الجوية المجهزة بوحدات التخطيط والتصحيح الشاملة (UMPK). ففي نهاية المطاف، تعتبر القنابل الجوية وسيلة تدمير أقوى وأكثر فعالية من المدفعية، لاسيما أن القنبلة الجوية تحتوي على عدة مئات، أو حتى أكثر، من الكيلوغرامات من المتفجرات، بينما تحتوي القذيفة المدفعية على القليل منها فقط.
ثانياً، يلعب طيران الجيش الروسي على وجه التحديد (لاسيما طائرات الهليكوبتر من طراز Ka-52 وMi-28 المجهزة بصواريخ موجهة) دوراً حاسماً في صد “الهجوم المضاد” الأوكراني، واستطاعت المروحيات الروسية أن تدمر بشكل فعال المركبات المدرعة الأوكرانية، بما في ذلك دبابات ليوبارد الألمانية.
ثالثاً، يشكل الطيران الروسي تهديداً مباشراً للأسطول الأوكراني، حيث تم تدمير زوارق الإنزال الأوكرانية، مع أطقمها والقوات، بشكل نشط في الأيام الأخيرة من قبل المقاتلات الروسية Su-30SM و Su-24.
وأخيرا، تعتبر طائرات الكشف والقيادة الروسية المحمولة جوا من طراز A-50 (أواكس) أداة حاسمة لتحديد الأهداف والاستطلاع، وبمساعدة طائرات A-50، يقوم مقر القوات الجوية بتوجيه المقاتلات الروسية إلى أهدافها؟ ولديه القدرة على اكتشاف وتحديد الأهداف الجوية، بما في ذلك طائرات العدو بدون طيار.
وبالتالي، يمثل الغطاء والغارات الجوية ميزة روسية كبيرة على أوكرانيا في الصراع الحالي، وهي ميزة تشتكي منها كييف باستمرار وتريد تسويتها.
إن العدد الدقيق والقدرات التشغيلية للقوات الجوية الروسية هي بالطبع سر عسكري. وبحسب مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، فإن “الروس لديهم مئات من مقاتلات الجيلين الرابع والخامس”.
ومن الواضح أن زيلينسكي يعتمد على معلومات قريبة من هذا التقدير، ولهذا السبب يطلب 160 مقاتلة من طراز F-16. مثل هذا العدد، إذا تم إدارته وتنظيمه بشكل صحيح، يمكن أن يسبب مشاكل للطيران الروسي عند القيام بمهام قتالية في إطار العملية الخاصة، على الأقل تحقيق التكافؤ في القدرات العملياتية للقوات الجوية الروسية والأوكرانية.
لكن من الواضح أن زيلينسكي مخطئ في اعتقاده أنه سيحصل على هذه الطائرات المقاتلة البالغ عددها 160 طائرة تحت تصرفه. على الأقل ليس هذا العدد وليس في المستقبل القريب، على سبيل المثال، في عام 2024. والأهم من ذلك، هل هم جاهزون للقتال ومجهزون بجميع أنواع الصيانة اللازمة، وبالطبع أطقم مدربة. الطيارون الذين بدونهم تصبح كل هذه الطائرات مجرد أكوام من الخردة المعدنية.
لا، ليس فقط أكوام جميلة، ولكن أيضاً مكلفة للغاية.
تحدث الجنرال مارك ميلي مؤخراً عن تكلفة توفير الطيران القتالي الأمريكي لنظام كييف.
وقال ميلي : “إذا قمت بتمرين حسابي سريع فقط، فإن تكلفة 10 طائرات من طراز F-16 [قاذفات قنابل مقاتلة] تبلغ 2 مليار دولار”، ومع ذلك، فإن زيلينسكي لا يطلب 10 طائرات بل 160 طائرة.
وبعبارة أخرى، فإن تكلفة هذه الأجهزة تبلغ حوالي 32 مليار دولار.
وهذا أقل بمقدار الربع فقط من العجز في ميزانية أوكرانيا للعام الحالي (40 مليار دولار)، والذي تم تمويله بالمصادفة من قِبَل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
ما هي 160 مقاتلة من طراز إف-16  وما هي الدول التي تمتلك هذا العدد من الطائرات؟ على سبيل المثال، تمتلك تركيا ما يقرب من 300 من هذه المقاتلات في تشكيلات مختلفة داخل قواتها الجوية. وتمتلك اليونان نحو 150 مقاتلة، وكوريا الجنوبية أكثر بقليل، وتمتلك أكبر دول أوروبا، فرنسا وألمانيا، أسطولاً جوياً يتراوح بين 150 و200 مقاتلة (على الرغم من اختلاف النماذج).

وتسلمت جميع هذه الدول هذه الطائرات من الشركة المصنعة منذ عقود، على دفعات صغيرة.
لقد أمضوا أيضاً عقوداً في إعداد أنظمة الصيانة والإصلاح وتدريب الطيارين والموظفين الفنيين والبنية التحتية للمطارات.
والآن يريد زيلينسكي من الشركاء الغربيين إعادة إنشاء القوات الجوية الأوكرانية على الفور. ويريدهم أن يفعلوا ذلك في غضون أشهر، على مستوى فني وعملي مماثل لمستوى القوات الجوية للعديد من الدول الرائدة في العالم.
ويقول الجنرال ميلي: “سوف يستغرق الأمر سنوات لتدريب الطيارين الأوكرانيين وسنوات من صيانة المعدات” .
وربما تتسلم القوات الجوية الأوكرانية فعلياً عدداً من طائرات إف-16 قبل انتهاء العملية الخاصة التي تقودها روسيا، لكنهم بالتأكيد لن يحصلوا على 160 من هذه الطائرات المقاتلة بحلول ذلك الوقت، وحتى أقل بعد ذلك.
المصدر – موندياليزاسيون

آخر الأخبار
أهالٍ من حلب: السوريون يحتضنهم الوطن وتوحدهم الإنسانية د. ريم سليون لـ"الثورة": قوة سوريا في وحدتها.. وعدم الانجرار وراء الشائعات المدمرة 18 حريقاً خلال 24 ساعة.. والدفاع المدني يتدخل في عدة محافظات يعملون بلا أضواء.. "المجتمع الأهلي" ينسج الحياة بخيوط التطوع في بيت ياشوط امتحان "الفرنسية" يُنهي التوتر.. والطلاب بين الارتياح والحذر "صحة درعا": عيادات متنقلة وخدمات طبية متنوعة للمهجرين من السويداء فعاليات من طرطوس..تقرير لجنة تقصي الحقائق سيعزز الاستقرار والسلم الأهلي أسر تعاني الفقر في ظل غياب الدخل.. أين البدائل؟ عامر خربوطلي لـ"الثورة":على الغرف التجارية التحرك لدعم محركات ريادة الأعمال لنكن يداً واحدة لمحاربة التضليل الإعلامي ترسيخ الشفافية والمصداقية..أبناء محافظة طرطوس يشيدون بعمل لجنة تقصّي الحقائق استجابة مؤسسات الدولة لأحداث الساحل والسويداء تحوّل في نهج المساءلة وبوادر انقطاع عن إرث نظام الأسد باراك ينفي تورط القوات السورية في فظائع السويداء.. ويؤكد: لا بديل للنظام الحالي في سوريا الكونغرس الأميركي يناقش تعديلات على قانون قيصر تمهيدًا لإمكانية إلغائه المشروط لماذا حجبت لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري أسماء المشتبه بهم ؟ .. الفرحان يوضح بريطانيا ترحب ببيان اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل السوري المقارنة كأسلوب تربوي.. انعكاساتها النفسية في المجتمع السوري مقاطع إعدام ميداني متداولة في السويداء واستجابات رسمية من وزارتي الداخلية والدفاع الشيباني يلتقي سفراء دول أوروبية وآسيوية وأميركية في دمشق اختطاف المتطوع في "الدفاع المدني" يهدد العمل الإنساني في السويداء