أصالة الهوية الوطنية السورية في ندوة بثقافي العدوي

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:

لعل أول ما استهدفته الحرب في سورية هو الهوية، وفي ظل الأوضاع الدولية والإقليمية والمشروعات والمخططات المعادية التي تمر بها المنطقة وتستهدف سورية، تواجه الهوية الوطنية تحديات كبيرة بعد مرور 12 سنة ونيف.. كيف يمكن أن ندفع باتجاه أن تكون الهوية جامعة للمكونات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في النسيج السوري، ولتكون مخرجاتها نحو وحدة الانتماء إلى الوطن السوري الموحد جغرافياً وشعبياً؟.
ضمن هذا الإطار، أقامت مديرية الثقافة بدمشق مساء أمس ندوة فكرية سياسية في مسرح المركز الثقافي العربي بالعدوي، بعنوان “أصالة الهوية الوطنية السورية في مواجهة التحديات” أدارها الإعلامي جمال الجيش، وشارك فيها عدد من المحللين السياسيين وهم: الدكتور حسن أحمد حسن والدكتور سمير أبو صالح والدكتور خالد المطرود.

الدكتور أبو صالح: الهوية تجسيد الانتماء للوطن:
في المحور الأول للندوة، الذي جاء بعنوان تأصيل الهوية السورية بين التعريف والمعنى، أشار الباحث والمحلل الدكتور سمير أبو صالح إلى أن قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وقدرتها على التعامل بحكمة ودون تردد في اتخاذ قرار الصمود والمقاومة للمخطط المعادي، كان لها الدور الأكبر في تعزيز صمود شعبنا وجيشنا في مواجهة التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة والعالم، ونوَّه بالوقفة البطولية لشعبنا وجيشنا والالتفاف حول قيادة الرئيس الأسد التي جسدت كل مظاهر الوحدة الوطنية والتمسك بالهوية الوطنية، ما كان له كبير الأثر في صناعة النصر على الهجمة الغربية المتوحشة التي استهدفت ضرب وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية المتماسكة بالنهج الذي تجسده قيادة الرئيس الأسد وجيشنا الباسل.
وأكد الدكتور أبو صالح أن الهوية الوطنية هي انتماء الفرد القوي لوطنه، ويتحدد هذا الانتماء بالانتماء الجغرافي وباللغة والثقافة الوطنية وبالتاريخ والتراث والقيم والمبادئ التي يعتمدها الوطن.
وقال أبو صالح: تعد الهوية الوطنية جزءاً من هوية الفرد وليست بطاقة التعريف الشخصية التي يحملها الفرد وإنما الهوية التي تجسد الشعور بالانتماء للوطن والحفاظ على تراثه وقيم المجتمع وعاداته وتقاليده، مشيراً إلى تعزيزها من خلال التربية والتعليم والتوعية وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح والاحترام المتبادل بما يساهم في بناء مجتمع متناغم ومستدام.
الدكتور حسن: الوطنية لا تقدر بثمن
ورأى الدكتور حسن أن الهوية في مفهوم الحضارة عبارة عن لفظ يعني (من هو) أي جوهر الشيء وحقيقته، وهوية الشيء هي ثوابته والثوابت لا تتغير، حيث أنها تكشف عن ذاتها دون نقصان، فهي بمثابة البصمة للإنسان بكل تجلياتها ومكانتها الثابتة طالما بقيت الذات على قيد الحياة.
وأشار الدكتور حسن إلى أن الأصالة هي أصل الشيء وحقيقته ونسبه الذي ينتسب إليه والأصالة في ثقافة ما، هي جذورها الأصلية الثابتة والراسخة المستعصية على الفناء والزوال.
وقال: كل أصالة ثقافية لها معاصرة متميزة والمعاصرة هي تفاعل الثقافة والإنسان مع العصر الذي يعيش فيه تفاعلاً يضيف به الجديد ويتجاوز عن غير الملائم، مشيراً إلى أن مفهوم وقيمة الانتماء للوطن ليست مجرد شعارات فضفاضة وكلام إعلامي، ينادى به في الندوات والمحاضرات وتملأ به صفحات الكتب والمجلات بل هي ممارسة وعمل وولاء حقيقي والسعي إلى تعزيز إنجازات الوطن وإبراز اسمه بين الأمم، والعمل بكل قوة لخيره وخير من يعيش بين ربوعه.
وأكد الدكتور حسن أن الشخص الذي ليس له ولاء لوطنه لا خير فيه، وهذا النوع من الأشخاص لا تجد له خيراً في أسرته ومجتمعه اللذين تربى في كنفهما، وأضاف: يجب على الإنسان أن يحب دولته التي علمته ووظفته وأعطته حقوقه كاملة كمواطن فعليه على الأقل، أن يشعر بالولاء.
وأكد الدكتور حسن أن حب الوطن قيمة يكتسبها الشخص ومن واجبنا أن نزرعها في أبنائنا، وأن قضية الهوية والانتماء تعد من الأولويات وتمثل ارتباط الإنسان بالأرض، والوطنية لا تقدر بثمن أو مقابل مادي يدفع، بل هي إرادة قوية للمواطن تجاه وطنه وممتلكات وطنه.

الدكتور المطرود: حضارتنا ترفض التبعية
من جهته أكد الدكتور خالد المطرود أن المعاصرة لا تعني أبداً تقليداً أو استعارة الثقافة الغربية، فالإنسان يتطور من مرحلة إلى مرحلة لكن دون أن يفقد بصمته، التي تميزه عن الجميع وهذا هو منطق الفكر، وبما أن العالم محتضن للكثير من الحضارات، كان لزاماً أن تتفاعل فيما بينها وتتعارف.
وقال الدكتور المطرود: لكي تحتفظ كل حضارة بخصائصها وتميزها عن الأخرى، بحيث لا تبقى جامدة دون اقتلاع لجذور القيم والأخلاق فهناك ثوابت وهناك متغيرات، وحضارتنا ترفض الحداثة التي تقود إلى التبعية، وترفض الجمود الذي يقود إلى الضمور، وتختار التفاعل والتجديد، ولقد ربطت حضارتنا الأعمال والسلوك بالحكمة المبتغاه منها، ومدى أخلاقية الغاية ومشروعية الوسيلة.

وبين الدكتور المطرود أن الحضارة الغربية جعلت كل اهتمامها بمدى المنفعة المتحققة من الفعل وركزت على الشهوات، وأن التفاعل الحضاري في مناخ صحي يفترض أن يكون خلاقاً تزدهر فيه الحضارات عندما تستلهم المشترك الإنساني العام، بعيداً عن الغزو الفكري الذي يحتل العقل.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة