يعتبر القطاع الصحي النواة الصلبة والعمود الفقري والداعم الأساسي للرعاية الصحية المقدمة في المؤسسات والمنشآت الصحية وفي مختلف الأوقات، وتستمر كوادرنا الصحية بمختلف مكوناتها في بذل قصارى الجهود لتلبية احتياجات المواطنين الصحية، بالرغم من جميع التحديات التي ولدتها الأزمة والحرب الإرهابية الكونية على سورية، والحصار الاقتصادي أحادي الجانب الجائر، والذي استهدف بشكل أساسي القطاع الصحي.
تتميز سورية على مستوى دول المنطقة بالمنظومة الصحية التي مازالت تقدم الخدمات الصحية لجميع المواطنين.. فقد قدمت وزارة الصحة عبر مراكزها الصحية 9,5 مليون خدمة مجانية، منذ بداية 2023.. وفي المستشفيات وفرت نحو 12 مليون خدمة مجانية وشبه مجانية، تضمنت تلك الخدمات أكثر من 100 ألف عمل جراحي، منها 710 عملية جراحة قلب، و62 عملية زراعة كلية.
تحسين جودة الرعاية الصحية هو الاستثمار الأساسي في القطاع الصحي، وتعمل الكوادر ضمن فرق مؤهلة من الأطباء والممرضين في كل الاختصاصات لتوفير الخدمات الطبية والصحية والرعاية المطلوبة لمختلف الحالات، إضافة إلى متابعة النشاطات العلمية المستمرة في المنشآت الصحية، من خلال المحاضرات الطبية والحالات السريرية تنعكس بالفائدة والخبرات للكوادر، الأمر الذي انعكس على حصول عدد من المستشفيات وبعض الأقسام في الأخرى على شهادة الآيزو لجودة الخدمات الطبية.
لا يقتصر دور وزارة الصحة على العلاج فقط، بل لها الدور الأكبر في التوعية والتثقيف الصحي والوقاية من الأمراض، من خلال التوعية المستمرة بمختلف المناطق والمراكز الصحية، وتقديم رعاية آمنة ومتقدمة ذات جودة عالية للمرضى وذويهم والمحافظة على الحياة الإنسانية للمواطن وفق أسس ومهارات فنية عالية وملتزمة بأخلاقيات المهنة.
إن القطاع الصحي كغيره من القطاعات حظي باهتمام حكومي كبير، حيث الامتداد الواسع للمؤسسات الصحية لجميع محافظات القطر والريف بشكل خاص، والعنوان الأهم تطور الخدمات الصحية وانتشارها من خلال المستشفيات والمراكز الصحية، والمتابع للمؤشرات والأرقام يلمس التطور الكبير الذي حظي به.
فالهدف الشامل المنشود من التغطية الصحية الشاملة هو حصول جميع الأشخاص المحتاجين إلى خدمات صحية على رعاية عالية الجودة من دون مواجهة أي صعوبات، وحتى في حال زيادة فرص الحصول على الخدمات يمكن أن يظل تحسين الصحة أمراً متاحاً لجميع المواطنين.