الخيارات المضادة في سورية للسياسات الغربية

ظافر أحمد أحمد
ما من خلاف يمكن أن يذكر يخص التسليم النظري بأنّ الديمقراطية هي سلطة الشعب، ولكن وفق الأداء السياسي للمنظومة الغربية عندما تنظر إلى الشعب السوري تحديداً فهي لاتقبل به إلاّ كأداة لها..، وبذلك يصبح التطبيق العملي للمفهوم الغربي لحكم الشعب هنا هو (حكم الغرب لسورية)، وهذا يتطلب تدمير سورية أوّلاً ثمّ فرض حل يجعل الولايات المتحدة متحكمة بسورية، وتغطي على هذا التحكم بخطاب إعلامي وسياسي عالمي تجميلي خلاصته (ما يحدث في سورية هو تنفيذ لإرادة الشعب السوري وخياراته الديمقراطية).
تشكل الخيارات المضادة في سورية للسياسات الغربية قضية وجودية تتحدد كوسيلة دفاع عن النفس وعن مستقبل سورية، لذلك لدى المنظومة الغربية بقيادتها الأميركية معايير متناقضة في التعامل مع الشعب السوري، إذ تدعمه في المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية والانفصالية..، بينما باقي الشعب السوري في شتى المحافظات فحصته من السياسات الأميركية حصار وإجراءات قسرية أحادية الجانب..، وهذا ما يحدد تماماً القيمة الديمقراطية المزيفة التي تحملها الولايات المتحدة لسورية ومستقبل سورية..
في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهاب والانفصاليين تنتشر أصوات تصنّف أنّها شعبية وهي تنطق بلسان الغرب ومصالحه، بل وكثيراً ما تعتب تلك الأصوات أو تلوم الولايات المتحدة على ضعف وسائل ضغطها على الدولة السورية، وتطالب تلك الأصوات دائماً بمزيد من الضغط، لعدم فعاليته على التغيير في سورية، وبهذه الفجاجة واللاوطنية يصبح الغرب هو وسيلة التغيير في سورية ومن يسوّق لهذا التغيير وطريقته يحوز على صفة غربية ومدح بختم أميركي مفاده أنّه يمثل الشعب السوري بتطلعاته الديمقراطية..
يمكن لمن يدقق في السياسات الغربية الخاصة بالملف السوري منذ العام 2011 التوصل إلى ترابط الحدث السوري بطروحات أساسية وردت في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي سوّقت له الولايات المتحدة بعد احتلالها أفغانستان، ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سوّق له الكيان الإسرائيلي منذ أوائل التسعينيات الماضية..
ذات مرة صرّح الرئيس الأميركي جورج بوش وبعد نشوة احتلاله لأفغانستان عن إمكانية تكرار التجربة في دول أخرى بـ (إقامة مؤسسات ديمقراطية تستجيب لتطلعات الشعوب)..
تواصل الأداء الأميركي تجاه هذا الموضوع الذي تحدث عنه رئيس أميركي أسبق بكل نتائجه الكارثية في العراق، وليبيا، وغيرها ثمّ في سورية، الذي يتوضح فيها أنّ الأنموذج الأفغاني يتم تطبيقه في منطقة إدلب، والأنموذج الليبي تتم محاولات تطبيقه في بعض المناطق من الشمال السوري والجنوب السوري، والأنموذج الخاص بالشمال العراقي يتم تطبيقه في الجزيرة السورية..
كل ذلك تحت شعار (التطلعات الديمقراطية للشعب السوري)..!
لهذا تتشكل مواجهة المخطط الأميركي كمعركة وجود وبقاء.

آخر الأخبار
دمشق تستعد لاحتضان أطول برج في سوريا من بيلدكس.. الوزير الشعار : الاقتصاد السوري بدأ يتحرك بقوة السعودية وقطر تدعمان رواتب موظفي سوريا ووزير المالية يشيد مبادرات مجتمعية في بسيرين للنهوض بالواقع الخدمي بيان قطري سعودي: تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في سوريا "بناء" رعاية ودعم نفسي لجرحى الثورة  بدرعا سوريا والكويت.. نحو علاقات وطيدة وشراكة مستدامة معرة النعمان… عودة بازار السبت تزرع الفرح مع اقتراب العيد  حركة كثيفة للقادمين من معبر نصيب دمشق والرياض تعززان مسار التعاون الاستراتيجي  "دمشق" ضمن أفضل ٦٠٠ جامعة عالمياً في تصنيف" الراوند " سوريا والسعودية تؤكدان : الشراكة الاقتصادية بوابة لإعادة الإعمار  دمشق تحتضن اجتماعاً مع ممثلي "الإدارة الذاتية" لتنسيق الاندماج  معرض "بيلدكس 22" يختتم فعالياته وسط حضور عربي ودولي واسع قافلة "عودة الروح إلى الجسد" تُعيد مئة عائلة لإدلب محافظ إدلب يستقبل وزير الداخلية ويبحثان تعزيز العمل المؤسساتي  الحكومة تبحث التحديات وآليات تسريع وتيرة التعافي..  الشرع: ضرورة صياغة بيئة مناسبة للاستثمار  اتفاقية توءمة مع الأردن وفتح الأسواق أمام المنتجات السورية   إصلاح مراكز تحويل كهربائي في ريف دمشق   تصريحات ترامب بشأن أوكرانيا.. بين الوعود والواقع