هي فرنسا العنصرية تزيح الستار عن وجهها الحقيقي من جديد ليتبدى وبجلاء كل ما فيه من عورات خلقية وأخلاقية، وليصل بها المطاف وإن كان ذلك عبر لسان الصحفي باسكال برود إلى حد إصدار أحكام مسيسة وإدانات مسبقة بحق المهاجرين.
المهاجرون وراء انتشار حشرات “بق الفراش” في العاصمة باريس، قالها الصحفي برود هكذا، وبشكل فظ، ومن دون أي مؤشرات أو دلائل أو معايير يعتمد عليها في ادعاءاته المزعومة تلك.
ولكن ما طرحه الصحفي الفرنسي لم يفاجئنا على الإطلاق فهو يعبر عن لسان حال نظام بلاده الإقصائي الرافض للآخر.
كما أنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها عنصريون فرنسيون المهاجرين إلى المدن والضواحي الفرنسية، ويوجهون لهم أقصى المصطلحات والاتهامات المسيئة، فهذا ديدن النظام الفرنسي مهما حاول التلطي بالحريات وحقوق الإنسان التي هو منها براءة.
من شبّ على إبادة الآخر واستعماره ونهب ثرواته والإصرار على إبقائه في ركب التخلف شاب عليه، هو حال النظام الفرنسي إذاً، وبالتالي فإن العيب كما يقال لا يغدو عيباً طالما أنه صدر عن أهله.