هي العادة المكرورة.. كل عام و في هذا التوقيت “موسم الحمضيات” تكثر الاجتماعات واللقاءات المترافقة بوعود وخطط طموحة من أجل تسويق هذا المحصول الاستراتيجي.
لا أعرف إن كان فعلاً لا يزال مصنفاً استراتيجياً عند مؤسساتنا.
المهم أن أبناء الساحل السوري مصرون على اعتباره محصولاً استراتيجياً مثله مثل التبغ والتفاح .
المهم أن تسويق الحمضيات لم يصل إلى مرحلة الحل.. بل بقي يعاني ككل المحاصيل رغم الاجتماعات والوعود ..
طبعاً لا أدري أيضاً إذا كانت الجهات المعنية تدرك أن آلاف أشجار الحمضيات تم قلعها من قبل أصحابها بسبب انعدام الجدوى الاقتصادية وعدم إيجاد أسواق خارجية وتسويقية داخلية وبالتالي خسارة مركبة للفلاح والاقتصاد ..
محصول الحمضيات هذا العام جيد وإنتاجيته عالية مقارنة مع العام الماضي وهذا يضع الجهات المسؤولة أمام تحديات الالتزام بوعودها عبر إيجاد آلية تسويقية مريحة للفلاح ليستمر بالزراعة.. خاصة وأن مقومات الإنتاج أصبحت مرتفعة جداً.
وبما أننا نناقش موضوع الحمضيات لا بد من التعريج على معمل العصائر الذي كان مزمعاً إقامته منذ سنوات ولم يكتب له النور بسبب مزاجيات أو مصالح شخصية ضيقة.
طبعاً نحن لن نحكم إلا على النتائج .. وإذا كان الشك دخل إلى النفوس فهذا بسبب التجارب السابقة على مبدأ” تنفيخ اللبن” ..
أما مشكلة تسويق التفاح فهي لا تقل أهمية خاصة مع انعدام الكهرباء وبالتالي عدم قدرة المزارع أو حتى التاجر أن يلجأ كما في السابق إلى وضعه بالبرادات ..
هي معضلات كبيرة تشكل هواجس مستمرة للفلاح .. نتمنى أن تستطيع الجهات العامة تخطيها هذه المرة …