لدينا في حلب مشكلة الأطفال المتشردين في حدائق وساحات وشوارع المدينة الرئيسية، ولاسيما في مركز المدينة ووسطها التجاري ، هذه الظاهرة بتنا نراها في صور مختلفة، ولكن كلها تدعو إلى ضرورة استنفار وتوحيد الجهود الحكومية والأهلية للحد من هذه الظاهرة ودراسة مسبباتها وأدواتها ومشغليها، لأنها باتت تهدد المجتمع.
وبسؤال سابق طرحناه على مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل حول دورهم في مكافحة هذه الظاهرة، كان الجواب أنه لم تعد لهم علاقة في مكافحتها، وأصبحت من مهمة ” قوى الأمن الداخلي – الشرطة ” وبعد ذلك يتم إحالتها إلى القضاء، وهنا نتساءل: هل نكتفي بإلقاء القبض على المتشرد وإحالته إلى القضاء، أم أن الأمر بحاجة إلى سؤال هذا المتشرد عن الأسباب التي دعته وأوصلته إلى هذا الأمر.
مكافحة التشرد والتسول تتطلب توحيد الجهود وتضافرها ، ولاتكون المعالجة بإلقاء القبض على هذا المتشرد أو المتسول، إنما تكون بمعالجة سبب التشرد، وتوفير عنصر الوقاية لهذا الطفل وتأمين مستلزماته المعيشية هو وأسرته حينما تكون بحاجة، ومساعدته وأسرته مالياً لإتمام دراسته، لأن هذا الطفل في النهاية هو مشروع لخدمة وطنه، وإذا أردنا لوطننا أن يكون آمناً مطمئناً فلنبدأ بالطفل.
هذه الظاهرة تتطلب من الجهات المعنية في محافظة حلب إحداث هيئة على مستوى المحافظة تعمل على معالجة أسباب هذه الظاهرة وفي النهاية يكفي للمعنيين أن يتجولوا في الحدائق والساحات والشوارع وعند إشارات المرور ليروا تلك الظاهرة بأم أعينهم ، فهل نشهد تحركاً موحداً من الجهات المعنية مجتمعة “محافظة – شرطة – شؤون اجتماعية – تربية – أوقاف”؟.