يحصل كثيراً في أي دوري بالعالم أن يتحول فريق إلى (كابوس) تعاني منه الفرق الأخرى بسبب الترسانة من الأسماء التي يملكها أو قوته المالية وإعداده الجيد، وهذا طبيعي فمن الذي لا يخاف عند مواجهة الملكي مثلاً؟ لكننا في سورية نملك فرقاً متقاربة جداً في المستوى والأداء من متصدرها حتى متذيلها، وليس عندنا فريق كابوس، فالصاعد من الأولى هو من يتصدر الممتاز حالياً رغم أننا في الباكورة وهذا التصدر مؤقت منطقياً.
إذاً لا كوابيس في دورينا ترعب منافسها بسمعتها قبل المباراة، لكن برز الفتوة خلال الموسم الماضي، واستطاع المنافسة ثم انتزاع الصدارة بصعوبة وفي اللحظات الأخيرة من بين عدة مرشحين لها حتى آخر مباريات الدوري، وخلال الميركاتو والانتقالات والتعاقدات هذا الموسم برز الفتوة أكثر بسبب ترسانة الأسماء التي تعاقد معها من بينها محترف أجنبي لم يثبت لمساته حتى المباراة الثانية، وخلال الميركاتو برزت ظاهرة جديدة يمكننا نوعاً ما أن نطلق عليها (الفتوة فوبيا) وهي تعني أن هناك فريقاً في الدوري بدأ يزعج بقية الفرق باستعداداته وإنفاقاته التي يتفرد بها كثيراً عن غيره.
طبعاً لا نعني بهذا الخوف من الفتوة وكأنه الريال أو برشلونة مثلاً، بل نعني تستر هذا القلق تحت سلوك غير رياضي ضد هذا التميز المالي والإعدادي الذي بذلته إدارة الفريق، فقد بدأت منصات باقي الفرق تطلق حملة شائعات ضد الفتوة وإدارته ثم تحولت لأمور أخرى غير رياضية، بعد الإشاعات عن المال (غير المتعوب فيه) و(غير المستحق) بدأت حملات تنمر، منها شماتة واسعة النطاق بعد الهزيمة الآسيوية أمام الفلسطيني، ثم تجاهل للفوز على اللبناني وعدم تهنئة، فلم نر منصة منها باركت الفوز لفريق سوري مثلها، كما حدث مع تشرين الذي بارك الجميع له من قبل !!
هل ما يحدث مع الفتوة غيرة رياضية؟ أم اعتقاد أن المال هو سبب التميز؟ ولا شك أن للمال دوراً، لكن الفتوة بطل تاريخي معروف من أبطال سورية على كل المستويات وفريق عريق تعرضت محافظته لما لم تتعرض له مناطق إلا خلال الحروب العالمية، ومن حق أهله وناسه وعشاقه أن يعتبروه رمزاً لمحافظتهم الجريحة ويفرحوا به، ومن واجب سورية أن تفرح بالفتوة وتهنئه.
نحن هنا نقدم مثالاً عن ظاهرة لا تقتصر على الفتوة وستتوسع لتطال غيره، نراها ظاهرة غير رياضية يقوم بها أصحاب المنصات ممن نعرف ومن لا نعرف، ومن هنا جاءت أهمية الكتابة عنها وتسميته (الفتوة فوبيا).