في عقلية الإجرام الأميركي والصهيوني، والتابع الأوروبي لكليهما، لا خطوط حمراء يقف عندها الإرهاب الذي يستثمره الغرب الجماعي، لإطالة أمد الحرب على سورية وشعبها، حيث لم تخرج بعد من دائرة الاستهداف الأميركي والغربي، رغم فشل كل المخططات التي أعدت لسورية وشعبها منذ بداية الحرب الإرهابية، إذ أفشل السوريون بصمودهم جميع تلك المخططات، وما زالوا يدفعون ثمن صمودهم ودفاعهم عن عزة وكرامة وطنهم التضحيات الجسام حتى اليوم.
من هنا فإن الهجوم الإرهابي الوحشي الذي استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، يأتي في سياق استكمال الغرب الجماعي للحرب الإرهابية المفتوحة التي يشنها ضد الشعب السوري، حيث يثبت هذا الاعتداء الوحشي الخارج عن كل المعايير الأخلاقية والإنسانية، طبيعة وسلوك التنظيمات الإرهابية، ومشغليها من قوى إقليمية ودولية، وعلى رأسها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية التي تتصدر فرنسا وبريطانيا مقدمتها، إذاً لا تزال تلك الدول تلهث وراء استمرار زعزعة استقرار وأمن سورية، لمواصلة ابتزازها أمنياً وسياسياً واقتصادياً، لتحصيل تنازلات عجزت تلك القوى عن تحقيقها طوال سنوات الحرب الإرهابية الماضية.
الولايات المتحدة التي لم تزل ترعى وتحتضن تنظيم داعش الإرهابي، لم تتوقف لحظة واحدة عن العبث بأمن واستقرار سورية، للاستمرار بنهب ثرواتها، وتشديد خناق الحصار على شعبها، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الاستخبارات الروسية لم تنفك تحذر من خطط أميركية جديدة لمواصلة استهداف سورية وتنفيذ عمليات إجرامية، من خلال اعتزام أجهزة المخابرات الأميركية لاستخدام الإرهابيين مرة أخرى كأداة معتادة لتنفيذ خططها التخريبية، عبر مواصلة دعم أولئك الإرهابيين لشن هجمات واعتداءات في سورية في أماكن مزدحمة.
وإذا علمنا بأن الاستخبارات الفرنسية زودت بعض التنظيمات الإرهابية بالمسيّرات قبل نحو ثلاثة أشهر من شن الهجوم الإرهابي على الكلية الحربية، وفق ما أكدته وسائل إعلام عدة، فإن الدور الفرنسي التخريبي يظهر جلياً في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية، في محاولة مكشوفة لإعادة تدوير زوايا الإرهاب مجدداً، بهدف منع سورية من استعادة أمنها واستقرارها وتعافيها، بينما تبقى أصابع الكيان الصهيوني واضحة تماماً في هذا الاعتداء الإرهابي، ولاسيما أنه جاء عشية احتفال سورية بذكرى حرب تشرين التحريرية التي مرغت أنف الجنود الصهاينة في التراب، ودحضت مزاعم “الجيش الذي لا يقهر”، فضلاً عن أن ذاك الكيان لم يزل حاضراً في كل تفاصيل الحرب الإرهابية منذ بدايتها وحتى اليوم، ولا ينفك عن تقديم الدعم لأدواته الإرهابية على الأرض حتى الساعة، فضلاً عن تكرار اعتداءاته الغاشمة على الأراضي السورية.
سورية، وانطلاقاً من حقها المشروع الذي تكفله القوانين والمواثيق الدولية، لن يثنيها الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية عن المضي قدماً في سعيها لاستئصال آفة الإرهاب ورعاته، وهي أكدت أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت على أراضيها حتى القضاء التام عليها، وستواصل سعيها لتحرير أراضيها من الوجود العسكري الأجنبي اللاشرعي وما يرتبط به من ميليشيات وكيانات مجرمة.