الثورة – لقاء ريم صالح:
قال د. تركي الحسن المحلل السياسي والخبير في الشؤون الاستراتيجية والجيوسياسية العربية والدولية في حوار مع صحيفة “الثورة” إن عملية طوفان الأقصى هي الأولى منذ عام ١٩٧٣.. وإذ نتحدث اليوم عن هذه العملية البطولية لابد أن نعرج على انطباعات أولية خرجت بها من خلال متابعتي منذ صباح انطلاق العملية حتى الآن.
وأضاف د. الحسن أن الانطباع الأول يشير إلى أن “إسرائيل” أثبتت عجزها وفشلها الاستخباري وهي التي تتبجح دائماً بقوة استخباراتها سواء كان الموساد أو الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية / أمان أو الشاباك/ وبالتالي نستطيع القول إنه ما أشبه اليوم بالأمس.
ولفت إلى أن كيان الاحتلال سبق وقال إنه خدع في عام ١٩٧٣ وتم تضليله وبالتالي لم يتنبأ بمجريات المعركة آنذاك أو أن هناك قراراً عربياً حول الهجوم، وبالتالي فإن الصورة نفسها تتكرر الآن حيث أن كل الاستخبارات الإسرائيلية رغم التقنيات التي تمتلكها ورغم التقدم العلمي ورغم أنها تحاول زرع العملاء في داخل غزة وأن تقوم فصائل المقاومة الفلسطينية بمجملها وتنفذ هذا العمل البطولي الهام وهذا الهجوم الواسع الذي شمل مستوطنات أو مغتصبات الأرض المحتلة المحيطة بغزة وعلى عمق ٣٥كم، فهذا يسجل للمقاومة انتصارها الأولي بحرب المعلومات وحرب الاستخبارات وبالتالي فإن “إسرائيل” ورغم أنها تأخذ المعلومات بالأقمار الصناعية أو من خلال عملائها وجواسيسها داخل الأرض المحتلة، إلا أنها فشلت رغم ذلك كله ولم تستطع أن تتنبأ بالطوفان القادم إلا عند وقوعه.
وشدد د. الحسن أن ما سبق ووعدت به فصائل المقاومة الفلسطينية منذ ٤ أيام من أنها ستضرب في العمق الإسرائيلي وستستولي على مستوطنات إسرائيلية وتقتل وتصيب وتأسر متزعمين للكيان المارق وجنوداً صهاينة نفذ الآن.
ولفت إلى أنه إضافة إلى عنصر المفاجأة في عملية طوفان الأقصى كان هناك عنصر الاقتحام المخطط وهذا يعني أن هذه العملية نوعية بامتياز حيث أمكن لطلائع قوات المقاومة الفلسطينية أن تقوم بفتح الثغرات وإجراء الاستطلاع والدخول كمجموعات تنشئ رؤوس جسور وتسيطر على الكيبوتسات وتسيطر على المغتصبات الفلسطينية وعلى المواقع العسكرية بمختلف الطرق أي براً وبحراً وجواً، ولأول مرة تستخدم في هذه المعركة البحرية الفلسطينية والطيران الشراعي الذي انطلق به المقاومون الفلسطينيون ووصلوا بالتالي إلى عمق المغتصبات الفلسطينية، الأمر الذي يقرأ بأنه فشل ثان لإسرائيل وانتصار للمقاومة.
وأوضح أن النقطة الثالثة في هذه العملية هو أنه ولأول مرة منذ عام ١٩٧٣ تتم السيطرة على مدن وبلدات فلسطينية.
وقال: أعتقد أن ما تم بثه على شاشات التلفزة يكفي للدلالة على ما وصلت إليه الحالة لدى الكيان الصهيوني.
وأضاف المحلل السياسي أن النقطة الرابعة التي تسجل للمقاومة الفلسطينية هو أنها حيدت ما يسمى بالقبة الحديدية وبالتالي عندما أطلقت ٥ آلاف صاروخ دفعة واحدة سواء كان في غلاف غزة أو في الداخل أثبت عجز هذه القبة، فلا القبة الحديدية ولا مقلاع داؤود ولا منظومة آرو ولا منظومة حيتس كانت قادرة على ردع سلاح المقاومة وصواريخها.
وتابع: إن النقطة الخامسة هنا هي أن المقاومة الفلسطينية عطلت المطارات العسكرية والطيران الإسرائيلي وقد شاهدنا على شاشات التلفزة قاطرات وهي تقطر طائرات وتهرب فيها من مطار غلاف غزة أو من محيط غزة.
وقال أعتقد أن المقاومة الفلسطينية لديها من الإمكانيات اليوم ما يمكنها من تعطيل كافة المطارات العسكرية القريبة من غزة أو حتى عمق يصل إلى أكثر من ١٠٠ كم.
ونوه إلى أن “إسرائيل” اليوم كلها مأزومة فما خسرته في هذه العملية البطولية يعادل ما خسرته بحرب كاملة لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أنها لم تخسر في “حرب الأيام الستة” عام ١٩٦٧ سوى ٦٠٠ جندي إسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون كانوا حينها على الشاليهات وفي المتنزهات والنوادي الليلية.
وشدد أنه ليس بالضرورة أن تفضي هذه العملية إلى تحرير فلسطين برمتها ولكنها ستكون مقدمة ودرسا للأيام القادمة.
وختم كلامه بالقول: تحيتي للمقاومين في غزة لكل المقاومين، وتحيتي لكل من أطلق النار والرحمة للشهداء الذي سقطوا.
