على هدير أوجاع أهلنا في فلسطين المحتلة ترقص ألة الحقد الصهيونية وتتفنن شهيتهم وساديتهم المتعطشة لسفك دماء الأبرياء بشتى أدوات القتل والإجرام والترهيب.
عشرات السنين وهم يراهنون على قضية وطن وحق عودة وهوية شعب متجذر في أرضه وترابه لم ولن يتخلى عن ذرة من أديم جغرافيته.
لم تهدأ الأرض الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة من نزيف دماء الأبرياء، ولم تتوقف آلة القتل العنصرية ساعة واحدة عن استهداف الطفولة والكهولة والشباب من الشرائح كلّها.
كيف لا وهو الكيان الغاصب للحقوق والذي لم يعتد يوماً أن يعيش بسلام بين الأمم فأينما وجد تكون الفتنة والظلم والجور والتعصب العرقي الأعمى، حيث لغتهم السائدة عبر العصور.
خريطة فلسطين العربية مازالت وستبقى على قيد النصر والانتصار يلقن فيها الشعب الأبي بحاضنته المقاومة في كل بلدة وشارع ومدينة وبيارة ليمون وزيتون دروسا في الكبرياء الوطني فمصير العودة لا يسقط بالتقادم.
هنا فلسطين من دمشق التي كفكفت أوجاعها منذ الاستقلال واحتضنت قضية فلسطين المركزية قولاً وسلوكاً، ودفعت أثماناً باهظة لمواقفها الوطنية والقومية، سورية النبض، مازالت في قلب الصراع الوجودي في هذا الشرق وستبقى الرقم الصعب لكل المراهنات.
لعل انتفاضات الأقصى المتراكمة طافت بعزيمة وإرادة وتكتيك عالي الدقة لامثيل له في الاستراتيجية العسكرية لجغرافية محاصرة بتقنيات وأجهزة انذار عالمية متطورة وقبة حديدية لم يكن من اسمها نصيب .فمن صهر الحديد وبدد احلام الصهاينة هم أطفال ونساء وشباب ورجال وشيوخ غزة والضفة وكل شبر من التراب المحتل.
صبراً ياغزة.. فأشلاء الأطفال والنساء لن تكون إلا لعنة وكابوساً يلاحق خطايا الأعداء، وسيبقى اللهب الفلسطيني يلفح وجوههم وذكرياتهم في اليقظة والمنام.