بوحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلا، وهي ابتكار واختراع صهيوني لاينافسهم فيها أحد، كانت ومازالت مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب العربي الفلسطيني، منذ أن بدات قوافل الذئاب المتوحشة تطأ أرض فلسطين مدعومة من الغرب الاستعماري الذي تكالب على مقدرات أمتنا، أراد بعد دحره أن يضع كلب حراسة له فكان الكيان الصهيوني، جريمة وراء جريمة، بل يكتب التاريخ أن كل رئيس حكومة احتلال يباهي أمام العالم الصامت بما ارتكبه من مجازر بحق الابرياء، ويعمل هؤلاء بمقولة عنصرية حاقدة أطلقتها ذات يوم غولدا مائير التي قالت: إني أشعر بالرعب مع كل طفل فلسطيني يولد، وهي استمرار لتعاليم الموت والدمار ومحاولة اغتيال الذاكرة من الاجيال (اقتلوا الشيوخ حتى لا يرووا للأطفال ما حدث، واقتلوا الأطفال حتى تموت القضية ).
ولكن العدو المتوحش نسي أو تناسى بصلف القوة العابر أن البوصلة لايمكن أن تخطىء توجهها الأساسي والحقيقي، ربما في مرحلة ما أصابها بفعل التضليل بعض الانحراف، ولأسباب كثيرة، ولكن الأرض التي اغتصبت من قبل الأعداء مروية بالدماء الطاهرة، ومن كل أسرة وبيت عربي، القضية صراع وجود بين شعب عربي أنجز للإنسانية كل ما يليق بها، وبين عصابات متوحشة تدعمها كواسر الغاب الغربية، المشهد الآن يدلل بوضوح وصراحة وجرأة على أن الغرب الدعي يتاجر بكل القيم والمباديء التي يصم آذان العالم بأنها قيم يجب الدفاع عنها، فمن الذي يصمت عن قتل الشيوخ والأطفال والحوامل، وتدمير المشافي واتباع سياسة الأرض المحروقة ؟
ومع كل هذا التوحش يقيننا أن النصر قادم وسنبقى نردد مع توفيق زياد الذي خاطب العدو منذ عقود بقوله :
ما الذي خبأتموه لغد
أنتم يا من سفكتم لي دمي
وأخذتم ضوء عيني وصلبتم قلمي
واغتصبتم حق شعب آمن لم يجرم
أي أم أورثتكم يا ترى
نصف القنال ؟
أي أم أورثتكم ضفة الأردن
سيناء وهاتيك الجبال ؟
إن من يسلب حقاً بالقتال
كيف يحمي حقه يوماً إذا الميزان مال؟
ثم ماذا بعد ؟لا أدري ولكن
كل ما أدريه أن الحق لا يفنى
ولا يقوى عليه غاصبون
وعلى أرضي هذي لم يعمر غاصبون