العديد من المواقف الدولية المنددة والمستنكرة للعدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، وللمجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، تصف تلك الجرائم بأنها أعمال نازية، وهذا الوصف الحقيقي لطبيعة جرائم الاحتلال، لم يأت من فراغ، نظراً للتشابه الكبير بين الصهيونية والنازية من حيث النزعة الدموية لكلا الحركتين الإرهابيتين، وشهوة القتل التي تتملكهما بهدف السيطرة على العالم، وحماية المصالح الاستعمارية للدول الغربية.
وهنا لا بد من التذكير من أن الصهيونية والنازية منشأهما وأصلهما أوروبي، وبنظرة سريعة وخاطفة، نجد أن كلاً الحركتين العنصريتين تعيدان إعادة هيكلة طبيعتهما الإرهابية، مع فارق أن الكيان الصهيوني لم يتوقف لحظة واحدة عن ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية منذ اغتصاب فلسطين بدعم أميركي وأوروبي، من أجل تكريس الاحتلال الصهيوني، ومنحه صفة الشرعية بهدف السيطرة على المنطقة وشعوبها، فيما يحاول النازيون الجدد في أوروبا – وانطلاقاً من أوكرانيا- أن يعيدوا ترميم صفوفهم مجددا،ً وبدعم أميركي وأوروبي أيضاً، لمحاولة احتواء النفوذ الروسي، ومنع روسيا وإلى جانبها الصين من تكريس النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، والذي من شأنه أن يزيح الولايات المتحدة عن مكانتها وقيادتها العالمية، والتي لطالما استثمرتها في سبيل تحقيق أطماعها التوسعية على حساب أمن واستقرار الشعوب الأخرى.
المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تعيد إلى الأذهان ما ارتكبته عصابات الهاغاناه وأرغون وشتيرن من مجازر يندى لها جبين الإنسانية عام 1948 ، وما نتج عن ذلك من تهجير قسري للفلسطينيين عن أرضهم وديارهم، وتلك العصابات مازالت حاضرة حتى اليوم، متمثلة بجيش الاحتلال الذي تم تشكيله من قوام تلك العصابات، وتحكمه قيادات تلك العصابات حتى وقتنا الراهن، ولذلك هي تلهث لإحداث نكبة جديدة في غزة، من خلال ما ترتكبه من جرائم وحشية بحق الأطفال والنساء، وقد أعلنت عن ذلك بشكل صريح وعلني منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، ولم تزل تنذر فلسطينيي القطاع بضرورة إخلائه، بضوء أخضر أميركي وأوروبي أيضاً.
الولايات المتحدة، وإلى جانبها بعض الدول الأوروبية، كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، تفعل كل ما بوسعها لإطالة أمد العدوان على غزة، وتمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه الهمجي، أو حتى السماح بإدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع، ما يؤكد مجددا أن تلك الدول هي المسؤول الرئيسي عن كل جرائم ومجازر الاحتلال، لسبب واحد، هو حماية الكيان الصهيوني، ليبقى قاعدة إرهاب متقدمة للغرب الاستعماري في المنطقة، وكذلك هو الحال بالنسبة لحماية النازيين الجدد في أوكرانيا، ليكونوا شوكة مسمومة في خاصرة روسيا الاتحادية، وبالتالي إفساح المجال أمام الغرب المتصهين كي يستكمل تنفيذ مخططاته ومشاريعه الاستعمارية على امتداد الرقعة العالمية.