“أتمنى لو أستيقظ يوماً وأرى غزة قد ابتلعها البحر”، هي أمنية اسحاق رابين وحلم اسحاق شامير وهذيان شمعون بيرز وافلاس إيهود باراك وجنون بنيامين نتنياهو ..وهي الجملة التي نطق بها خرس افلاس الصهاينة من عزم ضربة عصا المقاومة الفلسطينية في غزة على رؤوس الكيان المتعاقبة حتى صدعتها في كل انتفاضة ومعركة وذهبت بها بعيداً عن نطاق التفكير الى حيز الاحلام والأوهام …أما أن يقول ما يسمى وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في حكومة الاحتلال الصهيونية بأن إلقاء قنبلة ذرية على غزة في معركة طوفان الاقصى أحد الاحتمالات فهذا ما فاق كل ماسبق وبات يعكس حالة الهستيريا والشبق للدم التي وصلت إليها إدارة الكيان الغاصب جراء انتصارات المقاومة الفلسطينية في غزة رغم شلال الدماء وارتقاء الاف الشهداء من الشعب الفلسطيني
قنبلة ذرية على غزة هي أحد الاحتمالات الواردة بالنسبة لوزراء الكيان فما هي الاحتمالات الاخرى وهل بعد الكشف عن احداها بات ماتبقى منها يخرج عن اطار الجريمة والإبادة الجماعية اذا كان المعلن الصريح منها قنبلة ذرية …ربما تكون اسرائيل بوحشيتها وعدد القنابل التي تضرب يومياً في عمق قطاع غزة قد تجاوزت بمفعول اجرامها وعدد ما اسقطته بين شهيد وجريح من ابناء غزة وحتى الضفة ما قد تفعله قنبلة الذرية ولكن ان يأتي التصريح علانية وعلى لسان احد الوزراء وإن برر له نتنياهو تصريحه بأنه زلة لسان او مجرد هراء فهذا لا يعني بالقاموس السياسي سوى أن اسرائيل تمارس اليوم إرهاب الدولة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وقوانينه وأن آخر ما يلتفت إليه هذا الكيان هو المحرمات في الاسلحة الذرية التي يمتلكها علانية دون خشية المحاسبة او حتى المؤاخذة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فهل صدقتم لوم الكيان لوزيره على هذا التصريح ومعاقبته فقط بحرمانه من الجلسات الوزارية …
ولماذا لم يعلق المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تصريح الوزير الصهيوني أو حتى يبدون القلق وهم الذين انخرطوا وراء اسرائيل في عواصف من الخشية من امتلاك ايران طاقة نووية لاغراض سلمية وسكتوا عن معاقبتها وحصارها وهم ذاتهم في الوكالة الدولية من قرأوا لنا التقارير المحرفة والمزيفة باتهام سورية التي تعاونت مع الوكالة الدولية لاتلاف مالديها من ترسانة كيماوية وراحوا يحاسبونها على النية بينما اعطي داعش والنصرة اسلحة كيماوية لتمثيل مسرحيات الخوذ البيضاء والاختناق الكيماوي وعندما خرج الشهود من دوما ينفون الكذبة وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية القطنة في اذنها لتصم سمعها كما تصمه اليوم عن التهديد النووي لغزة
تصريح الوزير الصهيوني بالقنبلة الذرية ليس خروجاً عن السيطرة بل هو مطروح مستوى حكومة نتنياهو والتلويح بالسلاح الفتاك وبهيروشيما جديدة في غزة لا يجد حتى من يلومه بل ربما تبرره اميركا والغرب بفورة الغضب وبما تسميه حق الكيان الاسرائيلي المغتصب بالدفاع عن نفسه فاسرائيل حتى لوكان برنامجها النووي خارج المراقبة الدولية والرقابة على الاسلحة النووية وخارج الضمانات والاتفاقات فهي دولة مارقة حتى في عيون حلفائها ولا ينطبق عليها قانون دولي او شريعة انسانية والا كيف لها أن تتحول الى آلة للقتل الجماعي ثم يأتينا بايدن وذيله السياسي انتوني بلينكن ليتفاوضوا على وجود أو عدم وجود غزة
نعم وجود المقاومة الفلسطينية في غزة يعني اليوم أن جنازة بنيامين السياسية باتت قريبة وسيخرج بايدن فيها الى خارج المنطقة هي انتصار لسورية والعراق ولبنان وهي على خرائط المنطقة تمزيق معنى الوطن البديل للفلسطينيين في سيناء مصر وفي الأردن.. هي أن تعود القضية الفلسطينية الى طاولات المفاوضات لتفرض الحلول وسلام الشجعان وهي تعني أن تعقد القمم العربية على طاولات وجدان شعوبها التي خرجت نصرة لفلسطين خرجت تنادي أن الطفل يوسف الذي رمته اسرائيل في بئر الموت لم يعد من يكيد له المكائد على موائد التطبيع هذا الطفل الذي تغنت امه بجماله في براد الموتى سيذيب بحرارة شهادته الجليد عن القضية الفلسطينية وربما يمزق خرائط الذل كلها فهل عرفتم لماذا اختار الوزير الصهيوني القنبلة الذرية لان طوفان الاقصى يغرق اليوم اسرائيل ويبل ذقن أميركا في المنطقة ايضاً.