هي غزة تبكي خدّجها، ورضّعها، وأبناءها، وهي تواريهم الثرى..
هي غزة حيث تتجمد الكلمات، ولم يعد لأي شيء معنى، فالموت يحل في كل الأرجاء ولا مشهد سوى لأشلاء الشهداء ودمائهم.
في غزة المجازر الإسرائيلية فاقت كل التوقعات، وعداد الشهداء إلى ارتفاع، والحصيلة، وإن كانت مبدئية إلا أنها تخطت الآلاف.
في غزة.. الاحتلال الاسرائيلي يستهدف المشافي ويقصف مداخلها بقنابل الغاز ويحتجز جثامين الشهداء حتى أن سيارات الإسعاف لم تسلم من إرهابه ووحشية جرائمه.
المؤسف أن هذا كله يحدث أمام المجتمع الدولي والأسرة الأممية لتبقى الشرائع الإنسانية والقوانين والأعراف مجرد حبر على ورق فلا محل لها من الإعراب في الميدان الفلسطيني وهي والصفر صنوان لا يختلفان عن بعضهما البعض.
ولكن لو أن مايجري في قطاع غزة المحاصر كان على العكس من ذلك تماماً وأن الآلاف من أطفال المستوطنين ورضعهم هم الذين يموتون ومشافي الاحتلال وجرحاها هي من تقصف وتكابد المرارة وهي تستغيث بحاجتها للدواء والكهرباء والغذاء هل كان المجتمع الدولي اتخذ الموقف نفسه الذي يتخذه اليوم وهو موقف المشلول مسلوب القرار والإرادة والفعل؟!.
الإجابة حتماً لا..
هي غزة إذاً تُسقط كل الأقنعة، فلا كذب ولا نفاق بعد اليوم وإنما الرؤية باتت شديدة الوضوح وكل المسميات وضعت في نصابها.