تحظى المستشفيات بحماية خاصة في اتفاقية جنيف الرابعة، إذ لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية التي تقدم الرعاية للجرحى والمرضى والعجائز والنساء، ويوجب القانون احترام هذه المستشفيات وحمايتها.
وتضيف الاتفاقية ذاتها على هذه الحماية عدم جواز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية، كما تلزم اتفاقيات جنيف الأربع جميع الأطراف بتقديم الحماية والرعاية الصحية للجرحى والمرضى والعناية بهم.
ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في غزة من استهداف وقصف بحق المستشفيات جنون إجرامي، لم يحدث في التاريخ أن تم تعمد قصف المرافق الصحية وارتكاب مجازر فيها كما يفعل هذا المحتل، ولعل ما نراه في غزة حالياً شاهد على ذلك، من خلال ما قام به بتحويل مستشفى الشفاء لمقبرة حقيقية لكل من فيه.
لم يخل أي قصف إسرائيلي من سقوط عشرات الأطفال شهداء، بل استهدفوا وهاجموا واقتحموا المستشفيات.. هناك الكثير من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني تجري في غزة، الآلاف من المرضى والكوادر الطبية والنازحين محاصرون داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويواجهون الموت في أي لحظة، بل ينالون الشهادة كل دقيقة جراء غطرسة هذا المعتدي الغاشم.
يستهدف الاحتلال بنية المجتمع في قطاع غزة من خلال القصف الممنهج والمقصود، وما يشكله من حرب إبادة وتدمير يستهدف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.. وحرب على المستشفيات، اقتحام وإجبار وطرد المرضى والجرحى، وتدمير الأقسام يمثل إمعاناً إسرائيلياً في استكمال حلقات الإعدام والإبادة الجماعية لأي وجود فلسطيني في غزة.
حرب على المستشفيات.. وهذا ينتهك القوانين الإنسانية، عشرات الأطفال الرضع كانوا في العناية الفائقة والحضانات بالمستشفيات استشهدوا جراء توقف أجهزة الأوكسجين فيها، عشرات مرضى الكلية والأورام وغيرها استشهدوا.
بعد كل هذا.. أما آن للأمم المتحدة والمنظمات الدولية تشكيل لجنة دولية للاطلاع على أوضاع المستشفيات والوقوف على كذب رواية الاحتلال وادّعاءاته الباطلة..

السابق
التالي