في غزة.. وعندما يغدو المشهد ثقيل الوطأةِ، والإجرام خرافي الظلم، وعندما تحول دبابات العدو الإسرائيلي، وطائراته، وقنابله الفوسفورية، مهد الرضع، وحضانات الخدج إلى لحود لهم، عندها يسقط الغرب الإمبريالي من جديد في اختبار الإنسانية.
شهداء، وجرحى، وعالقون تحت الأنقاض، وجرائم إبادة، ومجازر لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، بفعل آلة الإجرام الإسرائيلية..
وهناك أكثر من ٣٤٠ ألف طفل دون سن الخامسة، يعانون سوء التغذية في ظل أوضاع صحية مزرية، وانتشار للأوبئة، والأمراض، حيث لا غذاء صحي أو كافٍ حتى، ولا مياه صالحة للشرب، بفعل القصف الاسرائيلي الذي طال كل مناحي الحياة في قطاع غزة المحاصر.
حتى جثامين الشهداء الفلسطينيين، لم تسلم من إرهاب العدو، وإجرامه الممنهج، وقصفه الوحشي لمقابرهم ، أو حتى سرقة هذه الجثامين من ثلاجات الموتى، ومن القبور.
جرائم الإبادة الجماعية مكتملة الأركان.. والاجتماعات الأممية- وإن عقدت- ستعقد ظلماً، وما بين أصم وأبكم، هناك من يحاول تمييع القضية الفلسطينية، وحصرها في غزة، بينما الوجع كل فلسطين، وليست غزة وحدها من ينزف دماً، فهناك جراح بالخليل، وآلام في جنين، ووجع في القدس المحتلة، والقاتل والمجرم والجلاد ومن يتوجب على القائمين على العدالة الدولية معاقبته ومحاسبته على مجازره هو المحتل الإسرائيلي إن كانوا بوارد الشعارات التي لطالما نظّروا بها على المنابر الأممية وتصدروا من خلالها الشاشات والتريندات.
تتبدد أوهام، وتنجلي الصورة، ليثبت خيار المقاومة أنه وحده الأنجع، وسط نفاق الغرب، وكيله بمعايير الإنسانية، والحقوق، والحريات، ليس بمكيالين فقط، وإنما بعدة مكاييل، تتماشى وأجندات عراب الخراب الأمريكي كيفما أراد وارتأى.