تزداد المجازر في فلسطين، يسعى عبرها الكيان الصهيوني القضاء على القضية الفلسطينية، في محاولة التطهير العرقي والقضاء على أهل غزة..
ضمن مجازرهم يستهدفون الصحفيين والقنوات التي تفضحهم، وتعري السرديات الزائفة التي يروجون لها، حيث الكلمة طلقة والسردية الحقيقية المنطوقة والمرئية أوضحت هشاشة الكيان الذي أحاط عصابته بهالة من القوة والجبروت الذي لايقهر.
ما حصل في السابع من تشرين الأول أكتوبر أظهر للعالم أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، لذا يصب جام حقده باستهداف المدنيين حيث لم يتمكن من مواجهة المقاومين الأشباح بالنسبة له.
لا يفرق بين مستشفى ومسجد وبناء سكني وكنيسة.. كلها تحت نيران حقده، حتى خيام الأونروا لم تسلم من استهدافهم.
وكذا الأمر ينساق في استهدافه للصحافة ومراسليها ممن ينقلون ما يحدث في غزة، بتصويرهم الجرائم الموصوفة أمام العالم أجمع، حيث لا حساب ولا عقاب يصدر بحق الكيان والعصابة التي تقود مجازره المزرية.. الكيان الذي قتل شيرين أبو عاقلة بطلقة مباشرة من قناص مأجور، وهي التي تحمل الجنسية الأميركية التي لم تكن رادعاً له.
ولأن المنصات التي تساند المقاومة توجع وتؤلم الكيان المجرم، نجده يتعامل بغباء عندما يحرم الشعب الفلسطيني من مشاهدة قناة الميادين التي لم تنفِ يوماً وقوفها إلى جانب الحق حيث يكون، وأنها مع المظلومين، فكيف إن كانت تقول كلمتها أمام قوة بطش جعلت من الشهداء أرقاماً، لذلك حَجْبُ الميادين عن الفلسطينيين هو وسام شرف لها وللصحافة الحرة التي تعمل بحرفية ومهنية في نقل الواقع كما هو. أما البروباغاندا الصهيونية فهي تعيش حالة الإرباك خاصة بعد استقالة وزير إعلامهم.. لذلك عندما استهدف عائلة الصحافي دحدوح وهو مراسل لقناة الجزيرة في شمال غزة، وقد استشهد نصف أسرته مارسوا الشماتة عليه حين أخذ من بقي منهم لجنوب غزة، معلنة بأنها أجبرته على ذلك وستجبر الجميع.
استياء شعبي عارم في العالم الغربي، ضد ما يحدث من جرائم في غزة، أما الحكام فلا يعيرون الأمر اهتماماً، ما يمنح الكيان رخصة التمادي في جرائمه.
وما استهدافه المباشر لجموع الصحفيين الأسبوع الفائت في جنوب لبنان، إلا محاولة للتشويش على الحقائق التي تنقلها القنوات الإخبارية عبر مراسليها في فلسطين، رغم أنهم بعيدون عن خطوط التماس. وآخر استهداف وقد لايكون الأخير استشهاد مراسلة الميادين فرح عمر والمصور ربيع المعماري مع أن موقعهم معلن ومعروف ما يظهر تكريس الحقد الصهيوني على قناة الميادين بالتحديد، وبذلك يصبح عدد شهدائها ثلاثة، هي التي ما زالت تعلن أن غدها يتجدد اليوم.
القضية الفلسطينية لن تموت، بل أحياها بقوة النبض السابع من تشرين.
الصهاينة لا بدّ ينتهون، لأن الصمود مستمر مهما بلغت التضحيات وقتل الصحفيين ليس إلا خوفاً منهم، من طلقات كلماتهم وصورهم، فهي أبلغ من قنابل عدو الإنسانية، والجسد الصحفي الذي فقد أكثر من ستين شهيداً في طوفان الأقصى ما زال يمارس واجبه المهني. والجميع مشروع شهادة على طريق القدس، الطوفان مستمر والصحافة ستبقى مساندة للإنسانية. واستهداف أفرادها استهداف للحقيقة.. شهادتهم مشرفة للجهات التي يمثلونها، المجرم يخشى الحق والحقيقة ويخاف من القانون الدولي الذي يمنع استهداف المدنيين، لكن غضّ الطرف الغربي هو ما جعله يتمادى بجرائمه.
انتصار المقاومة قرين استشهاد الفرح وإزهار الربيع. وزرع حي في ذهن ووجدان الجيل الذي لم يعِِ حقيقة الكيان الغاصب.