كعادتها.. أرادتْ أن تخبرَه ملخص المغامرة التي عاشتْها أثناء حلمٍ مجنون أضحكها كثيراً..
ما تفعله مؤخراً أنها تقطع اندفاع “ما جرتْ عليه العادة”..
لا تعلم إن كانت هي من تخون عادتها.. أم أن عادتها تلك هي التي تخونها..
ما هي متأكدة منه أن أحلامها وحدَها من لا يخونها.
مجرد حلمٍ.. عدّل مزاجَها لبقية النهار..
وكأنّ الأحلام قوة دفع تنشّط مكامنَ طاقتنا وتدفعنا نحو مزيدٍ من الإنتاج..
أو ربما نحو المزيد من الحبّ.. حتى لو كان عن بُعد..
تُغريها حالة البعد.. تستثمرها على هيئة أحلام لا تنضب
مجرد حلمٍ أعادها الى ذكريات.. أماكن ووجوهٍ محبّبة..
لم يكن حلماً وحيداً.. فمنذ استمعتْ إلى عالمة الماورائيات تلك التي تحدثتْ عن أن “الروح هي أنت الحقيقي” تقوم بمغامراتها أثناء النوم، ويبدو أن اللاوعي لديها اشتغل كما أرادت.. فبدأت سلسلة أحلامها..
“الأحلام هي فترة نكون فيها مجانين بأمانٍ، ولذلك نستطيع أن نبقى أسوياء خلال النهار”..
نحن بأحلامنا “مجانين بأمان”.. أو ربما ما أرادت قوله (أناييسن نن) في كلامها السابق: الأحلام هي فترة نكون فيها أحراراً بأمان.. وبالتالي صادقين جداً وبأمان.
تماماً..
هو ما كانت تشعرُ به.. فالحلم مساحة أمانها الأوحد حالياً..
ليس هروباً من واقعٍ إلى أوهام الخيال، إنما وسيلةٌ لطرق عالمٍ قادم أكثر جمالاً وحبّاً.
ولهذا تبتكر “مخيلةً” تليق بشاهق حلمها وحبّها..
فكلّ ما يحتاجه الحبُّ هو المخيلة التي تصنع منها “زوادة” لأحلامها.
مجرد حلمّ.. سحبها من “غلاظات” شتاء وسماجة واقع..
أعادها إلى دفء اعتقدت زواله.
وكلّما أخذتها أحلامُها إلى عوالمٍ تعشقها تعود ذاكرتُها إلى مقولة يونغ (انبثقْ من الحلم)..
على رأيه.. نحن ننبثق من الأحلام، فهل نحسن استثمارها أو استحضارها واقعاً يليق بها..؟
ولكي تُثمر قدراتنا وفق “أناييس نن” (علينا أن نعرف أولاً ما هو الحلم)..
أما عنها هي، فتراه نوعاً من أحلام اليقظة..
يبدو أنها تمارس الأمل على هيئة حلم.. ألم يجعل أرسطو الأمل حلماً من أحلام اليقظة..!