مشهد ارتفاع أسعار الفروج واللحوم الحمراء، لاينفصل كثيراً عن ارتفاع أسعار بقية السلع والخدمات، لكنه يشكل برنامجاً غذائياً هزيلاً فرضته مقتضيات الحاجة على المواطن، وهو التحول نحو نظام غذائي نباتي خال كلياً من الدسم بعيداً جداً عن البروتين اللازم لبناء الأجسام.
هذا التدهور الواضح في القدرة الشرائية للمواطن ذي الدخل المحدود أمام هول أسعار مختلف أنواع البروتين الضروري، يستوجب تحركاً جديّاً من قبل الفريق الاقتصادي الحكومي، فهل يغني رصد الميزانيات والمليارات لاستجرار الخضار والبقوليات وتصريفها وتوفيرها بحسب ماتعمل عليه الحكومة بشكل مستمر عبر جلساتها الأسبوعية دون نتائج مرجوة عن بقية أنواع الغذاء، وماذا عن الحليب والبيض واللبن وزيت الزيتون والقائمة تطول؟، هل أصبحت كل هذه المواد خارج الحسابات؟.
عشرات “الدراسات” تتحدث عن ضعف القدرة الشرائية وتراجعها أمام ضروريات الغذاء الأساسية، وأرقام التضخم وصلت إلى ٢٠٠٪، لتأكل كل شيء حتى راتب الموظف لم يعد يشتري كيلو شاورما أو حتى فروج مع بقية أجزاء وجبة غذاء واحدة، فكيف يمكن تجاوز المشكلة؟.
بالتأكيد ثمة اجتماعات ومحاولات لإيجاد الحلول لكن نتائجها قليلة الدسم، هي حلول يمكن أن نصفها بالنباتية أو أن نصفها بوجبة تصلح لفقدان الوزن (ريجيم)، وحتى وجبة الريجيم تحتاج للبروتين، وإلا فإن النتائج ستكون خطيرة على صحة الجسم في حال اتباع نظام غذائي معين.
غريب هذا التواري عن إيجاد حلول لغياب البروتين عن الموائد محدودة الدخل، وعدم سماع مايطرح حول مشاكل قطاعات تأمين هذا النوع من البروتين، والاكتفاء بحديث أرقام “لاتثمن ولاتغني”، فهل يكفي أن نعلن سعادتنا بأن عجز الموازنة تراجع ٣٪ عن العام الماضي، فيما المواطن يعجز عن تأمين أبسط متطلباته ليوم واحد؟!، أم أن الضرورة تستوجب غير ذلك من التعبير عن السعادة مثلاً بإيجاد حلول ذات نتائج واقعية وملموسة في تحسين القدرة الشرائية الضعيفة.