من باب الطرفة فقط فقد علق أحد المهتمين الكرويين على أداء منتخبنا قائلاً: (لا دفاع، لا هجوم، لا وسط، لا أداء، لا انضباط، لا حول ولا قوة إلا بالله) وفي جانب من الحقيقة المرة فإن معظم المختصين وغير المختصين يتبنون جزئياً هذا الرأي بعد مباراة فزنا فيها بلا أداء مقنع أمام منتخب (عادي) وتمت هزيمتنا بشكل درامي من قبل كوكب اليابان الذي ورغم تساهله معنا فإننا لم نر حارسه طوال المباراة حتى علق أحد المتابعين بمرارة: (لم نر حارس اليابان لأنهم على ما يبدو لعبوا بلا حارس !!)
لنترك كوميديا المرارة لدى جمهورنا جانباً ونتجه نحو الواقعية فمن بين كل مبارياتنا الرسمية والودية ضد اليابان خلال التاريخ كانت هذه الأسوأ على الإطلاق والأرقام هي التي تتحدث فقد تلقينا 18 تسديدة مباشرة بين الخشبات ولم نسجل ولا تسديدة واحدة وكأننا نلعب بلا هجوم، وبالمقابل كانت كل كرة يابانية داخل منطقة الجزاء هدفاً أو هدفاً محتملاً وكأننا نلعب بلا دفاع!!
المراكز والجمل التكتيكية المتعارف عليها بشكل بديهي غابت تماماً عن أسلوب لعبنا، فلا بناء هجمات بدءاً من الدفاع ولا وسط دفاعي، ولا جملة فنية واحدة، ولا ممارسة أي نوع من الضغط على خصم راح يسرح ويمرح وكأنه يواجه هواء الملعب فقط ودفاعه غير قلق من أي تهديد وحارسه شعر بالملل لأنه لم يشارك في المباراة!!
لماذا قلنا إننا سنعطل الكومبيوتر الياباني؟! ما هذا التفاؤل غير الشرعي الذي شحنا به وسائل التواصل قبل الهزيمة الموثوقة بعد المستوى الذي ظهرنا به أمام المنتخب الكوري الذي هو أضعف من اليابان بما لا يقاس؟!
الإجابة هي نعم، نحن عطلنا الكومبيوتر الياباني، الذي استحوذ على الكرة حسب الأرقام فقط 76% وخلال استحواذنا وتعطيل الكومبيوتر لم نكن نقصد الهجوم وإحراز هدف بل كنا نضيع الوقت بتمريرات لا طائل منها سوى التخلص من المزيد من الأهداف وألا نتحول إلى (ترند) مثل جبل طارق الذي لم نفارقه بعيداً فهو مثلنا خرج بسداسية من هولندا.
خلاصة القول ومع الأسف إن تشجيع منتخبنا صار مرهقاً جداً فالخيبات تجر وراءها خيبات ولم تعد لدينا الطاقة الشعورية الكافية لتلقي المزيد منها، فنحن نغني ونصفق ونرقص فقط قبل المباراة ثم ننكفئ ونحزن ونغضب بعدها، والجميع يعرف السبب فلا علاقة للأمر بمدرب أجنبي أو وطني ولا بلاعبين وإنما هو الفساد.
سنفوز في المباراة السهلة القادمة ونتأهل لمباراة صعبة جداً سنخسرها بنتيجة ثقيلة لنغضب ونحزن من جديد، وسيحدث هذا لأننا ذهبنا إلى ملاعب لم نعتد عليها، ملاعب حديثة لم يعد عشبها يناسب أقدام لاعبينا التي تلوت من معالجتها للحفر والمطبات، لذلك يبدو أنه صار علينا ألا نغني قبل المباراة ولا نطلق تهديدات نارية ضد كومبيوترات يابانية أو غيرها من منتخبات متطورة في كل شيء ونحن متأخرون في كل شيء.
السابق
التالي