الباحث الأسترالي تيم أندرسون في حوار مفتوح بـ «الكتاب العرب»: مصير الكيان الإسرائيلي كمصير النظام العنصري في جنوب إفريقيا
الثورة _ فاتن دعبول:
حمل حوار الكاتب والبروفيسور الأسترالي تيم أندرسون عنوان:”فلسطين والمنطقة بعد انتفاضة الأقصى”، والذي أقيم بالتعاون بين اتحاد الكتاب العرب ودار دلمون الجديدة في قاعة محاضرات اتحاد الكتاب.
وبدأ رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني بكلمة رحب خلالها بالضيف وبين أن أندرسون يعد واحدا من أهم الأصوات التي تنادي بالحق في الغرب، وقد عرف بمواقفه الجريئة في مناصرة الحق والمطالبة بإيقاف الحرب الظالمة التي تعرضت لها سورية، وسطر كتاباً حولها استمد مادته من الواقع، ولم يعتمد على ما تأتي به الأخبار، بل كان الشاهد على الواقع من خلال تنقله في غير محافظة سورية، وكان يرى جرائم المجموعات المسلحة، ونظراً لمواقفه ضد هذه الجرائم والدفاع عن الشعب في سورية، دفع ثمناً باهظاً، فقد قررت إدارة الجامعة في أستراليا إيقافه عن التدريس في العام ٢٠١٨ ومن ثم فصل من عمله عام ٢٠١٩، ولكن كان لاتحاد الكتاب العرب موقف مغاير، فقد قرر المكتب التنفيذي للاتحاد منحه عضوية الشرف.
الحث على المقاومة
وبدوره قدم البروفيسور تيم أندرسون رؤيته حول الوضع مابعد معركة طوفان الأقصى، محذراً من وهم إقامة الدولتين وفق تصريحات بايدن، لأن ذلك يعني وأد القضية الفلسطينية، وأكد أن مصير الكيان الإسرائيلي مثل مصير النظام العنصري في جنوب إفريقيا، حيث تداعى العالم للتخلص من جرائم العنصرية الصهيونية وفضحت جوهرها، وبات الرأي العام العالمي له نظرة أكثر سلبية تجاه هذا الكيان على الدول المقاومة.
هذا إلى جانب استثمار نتائج هذه المعركة سياسياً، وحرب غزة عززت ضرورة التخلص من القطبية الواحدة، ومن ثم عرض فيديو مصور لكتب أندرسون تبعه مداخلات أبرزها مداخلة السفير الفنزويلي حيث أكد خلالها أهمية المحاضر، وحضوره الفاعل في المحافل الفكرية.
كما ساهم الحضور بمداخلات هامة بينت دور المثقف في نصرة الحق من خلال الكلمة والموقف، فالكلمة لها فعل الرصاصة.
وفي نهاية الحوار وقع الكاتب تيم أندرسون كتاب”غرب آسيا مابعد واشنطن، تقويض الاستعمار في الشرق الأوسط” والكتاب من ترجمة إيزابيلا زيدان، وإصدار دار دلمون الجديدة، ويتناول الكتاب كيف تحول النظام العالمي ضد عملاق أمريكا الشمالية بعد فشل حروب واشنطن المتعددة للوصول إلى” شرق أوسط جديد” وكيف حلت الصين محل الولايات المتحدة كمركز إنتاجي واقتصادي للعالم، بالإضافة إلى تنافس المنظمات العالمية الجديدة مع تلك التي أنشأها الأنجلو أمريكيون.
ويؤكد من خلال كتابه أنه في هذا السياق العالمي يجب أن نعرف أن مستقبل الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط والتي تسمى الآن غرب آسيا في انعكاس لهذا التوجه الجديد، وما يميز هذا الكتاب أنه يتخذ نهجا متميزا، حيث يستخدم حق الشعوب في تقرير المصير كنقطة انطلاق، وما يترتب على ذلك من حاجة دول ما بعد الاستعمار إلى بناء أنظمة اجتماعية قوية ومستقلة في مواجهة القوة المهيمنة التي لاهوادة فيها.
وجدير ذكره أن البروفيسور تيم أندرسون يعمل مديراً لمركز دراسات مكافحة الهيمنة، كما عمل٢٠ عاماً أكاديمياً في الاقتصاد السياسي في جامعة سيدني.
ومن كتبه: الحرب القذرة على سورية ٢٠١٦، محور المقاومة نحو شرق أوسط مستقل ٢٠١٩، الأرض وسبل العيش في بابوا غينيا الجديدة.