هل نحتاج إلى الفلسفة في عصر الذكاء الاصطناعي.. مناسبة التساؤل أننا في كل عام نحتفل باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف الخميس الثالث من شهر تشرين الثاني، في إجابة عن تساؤلنا فإن الفيلسوف الأميركي هوبرت دروفيس أجرى مقاربة في كتابه “ما لا تزال أجهزة الكومبيوتر غير قادرة على فعله” معتبراً أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع محاكاة الفكر البشري؛ لعدم قدرة الآلة على القيام بالوظائف العليا التي يقوم بها البشر طالما أن صناعه هم من يقررون.
على رأي فلاسفة العصر الحديث إذا، التحدي الأكبر في هذا الجانب، إمكانية الوصول إلى ذكاء اصطناعي واع، فهل هناك احتمالية للوصول إليه…؟
لا شك أن المشتغلين في الفلسفة والفكر عموماً، يخشون من الإشكالية الأخلاقية والخوف من عدم القدرة على التحكم في الآلة التي صنعت وقد تنفلت من برمجتها لسبب ما.
في عصرنا ومع تزايد نفوذ الآلات والقوى التجارية المتحكمة بصناعتها، في موازاة هذه الأبعاد هناك تحديات اجتماعية وإنسانية وحضارية سنجبر على التعامل معها قريباً، ليكون أكبر المخاوف المطروحة حول إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعي بديلاً من العمل البشري أو يتكامل معه؟
على ما يبدو أن تحديات كثيرة سوف نعاني منها مع تزايد دخول الآلات إلى حياتنا وسيطرتها إلى حد كبير على سلوكياتنا، ومن هنا تأتي أهمية الفلسفة التي تساعدنا على تعزيز قدرتنا على تنظيم أفكارنا والتعامل مع الأسئلة والتحديات ذات القيمة لنتمكن من استخلاص ماهو ضروري للتعاطي مع المشكلة.
عصرنا بكل ذكائه الاصطناعي يحاول تغييب كل ماله علاقة بعوالم فلسفية تدعي إلى تفعيل الحكمة والمنطق في مواجهة الاحتكار التكنولوجي، ولكن مع حاجتنا المتزايدة إلى إعادة تصورنا للعلاقة بين الإنسان والآلة، نحتاج إلى حكمة الفلسفة التي قد تتمكن في مستقبلنا الغامض الحد من مصالح من يقف وراء تلك الآلات التي قد تنقلب علينا في لحظة سوء برمجة أو تمرد عليها.