الثورة – ترجمة رشا غانم:
تتشاطر نيبال والصين بروابط حضارية عميقة منذ العصور القديمة، وقامت علاقات دبلوماسية رسمية بينهما منذ 1 آب عام 1955، والذي كان بداية مرحلة جديدة في الصداقة الدائمة بين البلدين، فلقد عزز القرب الجغرافي والتقارب الثقافي تاريخاً من التبادلات بين الناس والتعلم المتبادل منذ زمن بعيد.
الصداقة بين البلدين متجذرة في الروايات التاريخية، ونيبال هي موطن لثلاث من أكثر الوجهات شهرة في العالم: جبل كومولانغما، أعلى قمة على وجه الأرض، والآلهة الحية كوماري، ولومبيني، مسقط رأس شاكياموني بوذا، ولكن هناك المزيد من الأهمية الخاصة لنيبال كوجهة عالمية، فهي أيضاً واحدة من أكثر البلدان تنوعاً في العالم، في الثقافة واللغة والعرق والسمات الطبيعية، ونيبال مزيج مثالي من الطبيعة والثقافة والمغامرة.
بدورها، شددت حكومة نيبال على تنشيط صناعة السياحة باعتبارها محركاً رئيساً للنمو الاقتصادي وبناء أساس لاقتصاد نابض بالحياة، وتشمل الأهداف الطموحة زيادة نصيب الفرد من الإنفاق السياحي من 48 دولار إلى 125 دولار، وخلق 1 مليون وظيفة مباشرة في القطاع، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي الوطني إلى 10 بالمائة.
هذا وتخطط حكومة نيبال لتنظيم حملات لتعزيز التراث الثقافي والسياحة الإقليمية، مما يؤكد أهمية الدبلوماسية الثقافية في المشاركة العالمية.
في السنوات الأخيرة، وسعت مبادرة “الحزام والطريق”، جنباً إلى جنب مع شبكة الاتصال متعددة الأبعاد عبر الهيمالايا، التبادل الثقافي والتعلم المتبادل، ومن المتوقع أن تساعد نيبال في مبادرة “الحزام والطريق” في بناء البنية التحتية الحيوية في منطقة الهيمالايا وإزالة الحواجز أمام حركة سلسة للأشخاص والسلع والخدمات عبر الحدود، ويدعم ذلك سبل العيش، ويعزز الثقافة التقليدية في الوقت نفسه، فسيكون هناك تعاون في مختلف المجالات بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والتعليم والإعلام والرياضة والصحة والسياحة والصناعة والتجارة ومراكز الفكر والنساء والشباب وتبادلات الحكومات المحلية والتي تزدهر كما لم يحدث من قبل.
لقد كان التقارب الثقافي والممارسات الثقافية المشتركة أساساً لا يتزعزع للعلاقات بين الصين ونيبال، كما أدى إقامة علاقات شقيقة بين مختلف بلديات الصين ونيبال إلى تعميق الروابط بين الشعبين، ولعبت الدبلوماسية الثقافية – والتي تجلت في الزيارات رفيعة المستوى – دوراً حاسماً في تعزيز التفاهم بين الثقافات، ودعم الحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز التبادل الثقافي.
إن التبادل الثقافي هو أحد المواضيع التي نوقشت بشكل متقن خلال الزيارات رفيعة المستوى والتي تعكس الأهمية القصوى لتعزيز العلاقات ذات المنفعة المتبادلة.
يذكر أنه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء بوشبا كمال داهال براتشاندا إلى الصين في أيلول الماضي، تعهدت الصين ونيبال بتكثيف التبادل والتعاون في التعليم والعلوم والتكنولوجيا والاتصالات والثقافة، حيث اتفق الجانبان على تسمية عام2025 “عام زيارة نيبال” في الصين، بهدف تعزيز السياحة وتعزيز التبادلات الثقافية.
كما تعمل نيبال بنشاط على تعزيز التبادل الثقافي والتعلم المتبادل من خلال مبادرات مثل إنشاء معاهد كونفوشيوس في جامعة تريبهوفان وجامعة كاتماندو، حيث تعمل هذه المعاهد كمراكز لتعليم اللغة والبرامج الثقافية، وتعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين، في ظل التبادل الثقافي والتعلم المتبادل حجر الزاوية في العلاقات بين نيبال والصين، ومن خلال الخبرات المشتركة في الحرف التقليدية، والمبادرات التعليمية، وتعزيز التراث الثقافي، ويتطلع البلدان إلى تعميق الصداقة والإسهام في السلام والتفاهم العالميين.
هذا ويؤكد البلدان من جديد التزامهما بتعميق التبادل الثقافي وتعزيز التعلم المتبادل، مع التسليم بأن الشعوب هي أفضل الجسور لتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات.