إذا هي الهدنة تنهار في غزة ولا تقوى الضمانات الإقليمية الدولية على لجم الوحشية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين حتى لو كانت ستذهب بالكيان إلى وحله الأبدي كما قال الكاتب الأميركي فريدمان توماس الذي كتب بقلم الحرص على إسرائيل ونصيحته (لتماسكها)على حد قوله فما بالكم إذا كانت الأقلام الصهيونية بدأت تجهش بالبكاء على الصورة الاستخباراتية المشوهة ما قبل الهدنة ومابعدها.
هذه الهدنة التي لم تدم طويلاً ولم يصبر فيها نتنياهو أكثر من سبعة أيام لأنه وبحسب وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير إذا توقفت حكومته عن الحرب فماذا تفعل؟.
ماذا تفعل إسرائيل إذا توقفت حروبها وعدوانها وهي كيان احتلال أساساً واستقرارها لا يأتي بسلام ولا اتفاق وحتى خططها المستقبلية مرسومة على خرائط الدم والتهجير والاغتصاب للأراضي وتدمير كل من حولها لتكون هي الأولى في الشرق الأوسط، فهل كذب بن غفير عندما قال إنه سيستقيل من حكومة الاحتلال إذا توقفت الحرب على غزة؟.. ثم يخرج وزير الخارجية الأميركي ليقنعنا أن سبب توقف الهدنة هي المقاومة الفلسطينية.
هل نظر بلينكن إلى مرآته السياسية ورآى كم سيبدو أنفه طويلاً إذا ما دخلت سيرته السياسية أفلام ديزني وحكاياتها عن الكذب وقراصنة السياسة في العالم!.
ربما يتعدى بلينكن خيال ديزني في تصريحاته وهو يتحدث عن قدرة إسرائيل على التصويب فقط على مقاتلي المقاومة دون إصابة النساء والأطفال رغم أن الأرقام الأممية تشير إلى خمسة عشر ألف شهيد فلسطيني معظمهم أطفال ونساء فهل باتت أميركا تنطق بلسانها أم أنها أهدت حنجرتها لنتنياهو كسلاح سياسي أيضاً.
ما نعرفه حتى اللحظة أن ما تفعله إسرائيل هي المحرقة الحقيقية بحق الفلسطينين وكل الحديث عن مظلومية ومعاداة للسامية ومحارق تاريخية هي أساطير سياسية لم تعد تنفع لتبرير للتاريخ ولا للمستقبل هذا الكم من الإجرام القائم أمام مرأى ومسمع العالم بحق الشعب الفلسطيني.
ولكنها محرقة إسرائيل أيضاً وتصرفاتها الحمقاء فمقابل كل شهيد يرتقي سيظهر عشرات المقاومين حين باتت هذه الحرب على غزة حرب إبادة جماعية وربما في حديث الصحافة الإسرائيلية الكاذب جزء من الحقيقة حين تقول إن الخشية الإسرائيلية من عدم تحقيق أي نصر، في ظل الخسائر الفادحة التي مُني بها جيش الاحتلال منذ بدء ملحمة “طوفان الأقصى”، مع تزايد السخط بين الإسرائيليين على أداء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وارتفاع مستوى الشرخ والانقسام بين ما تسميها الصحف الإسرائيلية المؤسستين الأمنية والعسكرية، إضافةً إلى هروب المجندين من المعركة قالوا “تلقينا نيراناً جهنمية من كل الجهات” نعم هي نيران المحرقة التي أشعلوها بحق الشعب الفلسطيني.