بعد مرور شهرين على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لايزال جيش الاحتلال وبضوء أخضر أميركي يشنّ حرب إبادة على الشعب الفلسطيني ويقصف المدارس والمستشفيات التي تأوي المرضى والسكان النازحين الذين التجؤوا إلى المدارس التابعة للأونروا والمدارس الأخرى ليشكل ذلك جريمة العصر التي يرتكبها الكيان الغاصب تحت مرأى ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكناً، بل إن الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية شركاء في هذه الجرائم، وذلك من خلال الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه لهذا الكيان الغاصب في عدوانه على غزة.
من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد انتهاء الهدنة قيام طائرات الاحتلال ومدفعيته بقصف مدرسة صلاح الدين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ومدرسة الشهيد أسعد الصفطاوي في حي الدرج بمدينة غزة ما أدى إلى استشهاد 50 نازحاً على الأقل وإصابة المئات كما تم قصف مستشفى كمال عدوان وأكثر من 14 مستشفى في مدينة غزة وشمالها بصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات، وحاولت قوات الاحتلال اغتيال العديد من الأطباء واعتقلت 35 آخرين الأمر الذي يؤكد وجود خطة إسرائيلية متوحشة لإبادة الفلسطينيين وإرغامهم على التهجير وذلك من خلال تدمير المنازل والمدارس والقطاع الصحي دون أي اعتبار للقانون الدولي والإنساني.
المستهجن في الأمر الصمت الدولي الذي يشبه صمت القبور على هذه الجرائم والمجازر، وعدم تحرك مجلس الأمن لوقف العدوان أو اتخاذ أي موقف يدين العدوان وما ترتكبه قوات الاحتلال من استهداف للمدنيين والمرضى، حيث وصل عدد الشهداء الفلسطينين الى أكثر من ستة عشر ألفاً ونحو خمسين ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، الأمر الذي يكشف نفاق الغرب وسياسة المعايير المزدوجه للدول الغربية لاسيما حين يتعلق الأمر بجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
الأخبار التي يؤكدها الميدان على أرض الواقع تشير إلى أن الوحشية الإسرائيلية وقصف غزة بعشرات آلاف الأطنان من المتفجرات واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً لم تستطع كسر إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني حيث الصمود الأسطوري ومواجهة العدو وتكبيده خسائر بشرية ومادية فاقت قدرة تحمل هذا الكيان الغاصب لولا الدعم المباشر من قبل الولايات المتحدة الأميركية، كما أن المقاومة كشفت للعالم وحشية إسرائيل وأعادت للقضية الفلسطينية اهتماماً كاد أن ينسى لتعود القضية الفلسطينية الأبرز عالمياً، وبذلك حققت المقاومة انتصاراً كبيراً ولم يفلح العدو سوى بالقتل والتدمير.