الثورة – تحليل ريم صالح:
في قطاع غزة المنكوب بالعدوان الإسرائيلي المتواصل بات القتل والتهجير من عنوان نشرات الأخبار في كل العالم، وباتت الصور الواردة تعري الغرب الذي طالما تباكى على حقوق الإنسان في العالم.
النكبة بالنسبة لغزة وفلسطين مازالت مستمرة بفعل الإرهاب الصهيوني وآلة إجرامه، وإصرارها على استهداف أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين وجعلها الأطفال والنساء بنكاً لأهدافها العدوانية.
لا ذنب للفلسطينيين سوى أنهم أصحاب الأرض الأصليين، والشرعيين، والوحيدين، لذلك ينتهج كيان الاحتلال المارق بحقهم شتى صنوف جرائم الحرب، والتطهير العرقي، وسياسة الأرض المحروقة، فالقصف يحيط بها جوا وبرا وبحراً، بل حتى الأيام القادمة قد تشهد إغراقاً لغزة بمياه البحر حسب ما تفوه به مؤخرا مجرمو الحرب الإسرائيليين رغم أنه سيؤدي حكما إلى تدمير الخزان الجوفي في القطاع واستحالة الحياة فيه، الأمر الذي يدلل على حجم الإرهاب الإسرائيلي المستشري وتغوله منقطع النظير.
شهداء غزة وجرحاها بالمئات، ولكن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تمرغ أنف العدو الغاصب في وحل الهزيمة، فها هو يقر بأن قتلاه بين ضباط وجنود تجاوزوا الـ ٨٧ كما أن أكثر من ١٠٠ جندي إسرائيلي قد أصيبوا بالعمى التام أو الجزئي خلال المعارك حسب إعلام العدو، دون أن ننسى أن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال أيضاً لجؤوا في الآونة الأخيرة إلى تناول المهدئات وارتياد العيادات النفسية فهم عاجزون على الأرض، ويعوضون هذا العجز بالقصف العشوائي والجنوني للرضع الفلسطينيين والأطفال والمستضعفين والمرضى، كما أن مستوطنة إيلات تنهار اقتصادياً مع وجود ٣٥ ألفا ممن تم إخلاؤهم منها وأيضاً هناك نصف مليون مستوطن غادروا المستوطنات منذ بداية العدوان على القطاع ولم يعودوا .
غزة تنتصر ويكفي صمودها إلى الآن لليوم الـ ٦٢ لنقول ذلك، ولكنها في المقلب الموازي عرت كل من يتلطى بأقنعة الإنسانية، فكل شعارات الغرب “الديمقراطية”، ودساتير الحقوق والعدالة الإنسانية فقدت بريقها إلى غير رجعة.