بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. بين يوم مبارك ويوم مخيف

أ.د. جورج جبور:

مبارك يوم العاشر من كانون الأول من كل عام بدءاً من 1948 وإلى الآن.
فيه كان صدور “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” عن أكبر تنظيم دولي عرفه العالم في تاريخه.
ومخيف يوم 7 كانون أول 2023، بعد 75 عاماً بعد ذلك اليوم المبارك، فيه أجاز الرئيس الأمريكي استمرار قتل أصحاب الحق في فلسطين بموجب شرعة حقوق الإنسان.
كبير صانعي اليوم المبارك هو نفسه الصانع الحصري لليوم المخيف.
يقضي الرعب المخيف لليوم الثاني على رجاء البركة المتضمن في اليوم الأول.
أمام المعنيين الحقيقيين بحقوق الإنسان والشعوب. سؤال هام: ما هي طبيعة الصهيونية فكراً وممارسةً؟
سؤال قديم تجدده سادية القتل بدءاً من اليوم الثاني ل 7 تشرين أول 2023.
في عدد جريدة البعث يوم ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1974 مطالبة بأن توصف الصهيونية بالعنصرية في قرار مستقل. في 10 تشرين ثاني 1975، صدر، ملبياً الطلب، القرار 3379.
جاءت الصياغة واضحة “الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”.
جذبت فكرة مؤتمر للسلم في الشرق الأوسط القادة العرب وكان ثمن انعقاد المؤتمر إلغاء القرار.
منذئذ تلاشى تقريباً وصف الصهيونية بالعنصرية في كلمات القادة الغرب.
أتت العالم جرائم 8 تشرين أول المستمرة حتى وقت الكتابة الوصف الأول شبه البدهي لها أنها “جرائم عنصرية” تمهد لإبادة.
هل تصح من قادة الفكر والسياسة في الدول العربية العودة عن شبه قبولهم بإلغاء القرار 3379، والتجند لعملية إحيائه؟ وبنصه؟ السؤال مطروح بقوة في ساحة المهتمين العرب بحقوق الإنسان وأصنف نفسي في عدادهم.
أم أن من الحكمة أن نبحث عن نص بديل يحفظ روح القرار المُلغى دون نصه؟
شرفتني مجموعة من المفكرين العرب يوم 10 تشرين الثاني 1986 برئاسة ما سمي “اللجنة العربية لدعم قرار الجمعية العامة رقم 3379”.
ثم في عام 2009، بعد بضعة عشر عاماً من إلغاء القرار أعُلنت تسميتي في مؤتمر ببيروت “رئيس اللجنة العالمية لإحياء القرار 3379”.
لم تجتمع اللجنة، انحصر وجودها في قرار على ورق.


بمناسبة ذكرى صدور القرار في 10 تشرين ثاني الماضي، ونحن نشهد جرائم “إسرائيل” في غزة، تعالت أصوات تطالب بإحياء القرار. بل أعلنت قبل أيام، في مكتبة الأسد بدمشق، أنني على صلة ببعض المثقفين من لبنان للعمل على إحياء روح القرار، وكنت في وقت سابق وعدت بأنني سأتقدم في اليوم العالمي لحقوق الإنسان لهذا العام – أي اليوم الأحد –  بتصور واضح، أعترف بأنني لم أصل إلى التصور المأمول.
16 آذار هو الموعد السنوي لـ ” اليوم العربي لحقوق الإنسان”. هو موعد منسي يشارك في النسيان نص الميثاق.
في الميثاق نص واضح يصف الصهيونية بالعنصرية.
الميثاق في ساحة التنفيذ.. لدى عدد من الدول العربية. من الجميل أن تعلن جامعة الدول العربية ممثلة بأمانتها العامة عن نيتها عقد “مشاورات ثقافية عربية” عن طبيعة الصهيونية على أن تتبلور المشاورات في مؤتمر عربي – عالمي عن طبيعة الصهيونية يٌعقد في 16 آذار 2024 وهو اليوم العربي لحقوق الإنسان.. وأتقبل بكل ترحاب كل مناقشة لما ورد أعلاه.
دمشق مساء الأحد 10 كانون أول 2023.
* الرئيس المؤسس للرابطة السورية للأمم المتحدة – رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي قيد التأسيس.

آخر الأخبار
هل يصبح الإعلامُ شريكاً في بناء الاقتصاد الوطني؟ إخماد حريق بمستودع غاز في حي العريض بطرطوس  الشرع يتلقى اتصالاً من نظيره اللبناني للتعزية بضحايا الهجوم الإرهابي بدمشق الداخلية: الخلية الإرهابية التي نفذت تفجير الكنيسة تتبع لـ"داعش" والقبض على  أفرادها "الإسكان" وتوجه جديد.. التخطيط سابق للتنفيذ صناعيو السيراميك يواجهون مشكلة إغراق السوق بالمستوردات والمهربات افتتاح ثلاثة مراكز غداً..  عودة المؤسسة السورية للبريد إلى إدلب بعد انقطاع عشر سنوات    إطلاق مؤتمر "كارلتون" في إدلب.. انطلاقة استثمارية جديدة في المدينة محافظ إدلب يزور قرى ريف معرة النعمان الشرقي لتفقد أوضاعها بحضور شعبي واسع.. تشييع جثامين ضحايا التفجير الإرهابي بدمشق وزير الأوقاف يزور مصابي تفجير كنيسة مار إلياس في " إكسبو" وبعد الغياب.. شركات الشمال .. الحضور القوي والعلامة الفارقة طلاب السويداء ينهون امتحان الاجتماعيات في أجواء هادئة تلقيح 60 طفلاً في الريف الشرقي بحمص جنود إسرائيليون يعتدون على منظومات الطاقة في بلدة جملة دعم المشاريع الاستثمارية بدرعا مع مجموعة بعلبكي للإعمار والاستثمار إزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في إنخل تحديات أمام مجلس الشعب القادم.. خبير قانوني لـ"الثورة": دور فاعل في مساءلة الحكومة كي لا يتحول لشرعي... انطلاق عمليات تصحيح الأوراق الامتحانية للتعليم الأساسي بحلب دمج المجالس المحلية في مناطق الشمال ضمن محافظة حلب