الجمعية العامة تعتمد بأغلبية ساحقة قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.. موسكو: واشنطن مسؤولة عن كل جريمة.. طهران: يجب مواجهة هذه الجرائم بردٍّحازم
الثورة- ناصر منذر:
في خطوة جديدة تعكس إرادة أغلبية المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي يشنها على غزة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم بأغلبية ساحقة قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع، وسط تزايد المطالبات الدولية بضرورة استخدام أدوات فاعلة لإجبار الاحتلال على تنفيذ القرار.
وفي هذا الإطار، جدد المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا دعوة مجلس الأمن للتحرك من أجل وقف إطلاق النار في القطاع، مؤكداً أن أمريكا وبعد استخدام “الفيتو” ضد قرار مجلس الأمن بشأن غزة هي المسؤولة عن كل جريمة قتل في القطاع.
ونقل موقع روسيا اليوم الالكتروني عن نيبينزيا قوله في اجتماع الدورة الطارئة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لحماية الشعب الفلسطيني: إن “هناك كارثة إنسانية رهيبة في قطاع غزة، وهي تزداد تفاقماً كل يوم، على الرغم من أنه من المستحيل تخيل ما يمكن أن يكون أسوأ مما هو عليه الآن، نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، ونحن بحاجة إلى وقف هذه المجزرة”.
وأضاف المندوب الروسي: إنَّ ما يحصل أعاد إلى الذاكرة حصار لينينغراد من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، والذي استمر ما يقرب من 900 يوم، وأودى بحياة أكثر من مليون إنسان نتيجة القصف والتجويع، متسائلاً ما “إذا كانت غزة تواجه المصير نفسه، فيما من المستحيل تخيل كيف يحدث هذا في عصرنا”.
بدوره أكد سفير وممثل إيران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي لا بد أن تقابل برد حاسم من جانب المجتمع الدولي، مشدداً على أن معارضة أمريكا الصريحة وقف إطلاق النار تعني فرض الحرب والعنف، وفي نهاية المطاف المزيد من الموت للأطفال والنساء في غزة.
وقال إيرواني في كلمة خلال الجلسة: إنه “للمرة الثانية بعد بدء حرب غزة، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.. وجاءت موافقة الجمعية العامة بعد أن قامت الولايات المتحدة للمرة الثانية، بمنع موافقة المجتمع الدولي على هذا الطلب بتطبيق الفيتو”.
وأضاف: “على الرغم من المعارضة الكبيرة من الدول في جميع أنحاء العالم، فإن الكيان الإسرائيلي جعل غزة غير صالحة للسكن من خلال اعتماد سياسة الأرض المحروقة وتدمير البنية التحتية والمباني السكنية عمداً، ويجب مواجهة هذه الجرائم برد حازم من جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
أما مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور فأكد من جانبه أن قرار الجمعية العامة تاريخي من حيث الرسالة القوية التي بعث بها برفض غالبية دول العالم لعدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وقال:إن العالم شاهد موقفاً قوياً ونبيلاً وعظيماً للجمعية العامة بتأييد 153 عضواً مقابل معارضة 10 لاعتماد قرار، يطالب الاحتلال بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، مشيراً إلى دعوات الأمين العام للأمم المتحدة السابقة، ودعوة 13 دولة في مجلس الأمن إلى وقف إطلاق النار.
وشدد منصور على أن الجهود ستتواصل في مجلس الأمن من أجل اعتماد قرار يوقف إطلاق النار، ويؤمن دخول المساعدات الإنسانية الأساسية، بما فيها الوقود والدواء والغذاء، وتوزيعها في القطاع بشكل فوري.
من جهتها أكدت المقاومة الفلسطينية أن قرار الجمعية العامة يعكس إرادة أغلبية المجتمع الدولي بوقف العدوان وحرب الإبادة الصهيونية على غزة، حيث صوت 10 أعضاء فقط لصالح استمرار المحرقة النازية على رأسهم الولايات المتحدة، ما يفضح انحيازها للفاشية الصهيونية، مطالبة المجتمع الدولي بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بالقرار ووقف عدوانه.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت اليوم بأغلبية ساحقة قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وصوتت لمصلحة مشروع القرار 153 دولة، مقابل معارضة 9 دول وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وامتناع 23 دولة.
ويطالب القرار بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وضرورة الامتثال للالتزامات بموجب القانون الدولي، وبضمان وصـول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، معربا عن بالغ القلق حيال الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة ومعاناة المدنيين الفلسطينيين فيه، مشدداً على وجوب حمايتهم وفقاً للقانون الدولي الإنساني.