الثورة – دمشق -علاء الدين محمد:
أمسية شعرية جمعت بين أجناس متنوعة من الشعر ، العمودي والنثر والتفعيلة، وعلى الرغم من أن لكل شاعر همه الخاص ورؤاه، وفضاء يسبح فيه لينتقي مفرداته وألوانه ،ولو كان هناك قاسم مشترك بينهم هو الهم العام وقضايا المجتمع .
في ثقافي المزة بدمشق أقيمت أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء نور الموصلي والفنان توفيق اسكندر ورود مرزوق وحكمت جمعه تحت عنوان: (على أوتار الروح )
بدأت الأمسية الشاعرة نور الموصلي بقصيدة غنائية فيها جرأة كبيرة، تمردت من خلالها على الواقع، رافضة إلا أن يكون لها شأنها.. موقفها دون أي خوف أو وجل، صاغت قصيدتها (وقفة على باب جهنم) بأسلوب يتمازج فيها الواقعي بالخيال ، والحسي بالمجرد، حتى تكاد تقنع القارئ بمشهديتها من منظور إبداعي فني.. تقول الشاعرة :
سأدخل النار إني بنت أوزاري
وأم شعري وبهتاني وأفكاري
سأستريح على جمر أهدهده
أشكو وأحكي لأهل النار عن ناري
أقص أخطائي الكبرى بلا وجل
وأستفيض بآثامي وأسراري
حملتني من خطايا الأرض أجملها
ياحب فامثلت للذنب أسفاري
كفرت بالناس لم أتبع قطيعهمُ
خرجت أبحث تحت الشمس عن غاري
سجدت سجدة موسيقا وغبت بها
أصغيت للوحي في ناي وأوتار
كتبت حتى ظننت الحرف فرض هوى
علي والشعر تسبيحي وأذكاري
أما الشاعر توفيق اسكندر قدم قصيدة نثرية طافحة بالحب فيها استجداء وطلب من المحبوب لتكون كما يحبها أن تكون، الآه والناية وعطر الأيام وابتسامة الإقحوان، وأن يرتمي بين أغصانها وينشد لحن القصيد.، يقول في قصيدته (خذيني إليك)
انهمري قدر ما تشائين
انسكبي
كوني النهر والبستان
كوني الحبق والرملن
كوني الآه وتنهيدة
النايات
ذاك القمر والنجمات
ابتسمي يا شتاء العمر
يا ربيع خريفه
وهمس المطر
لعاشق مهجور
يا سرابا من حقيقة
ياوهما رائعا يطاردني
في حريق الكلمات
ياأنين البنفسج
وابتسامة الإقحوان
الشاعرة رود مرزوق ألقت قصيدة غنائية فيها عذوبة الكلمة، ودفء النغم اللطيف.. كلمات تحمل موسيقا ناعمة تعود بنا إلى أناشيد الطفولة المحببة، و تنقلنا الشاعرة إلى أجواء المطر والشتاء والمشاعر التي تنتابك من حنين وتوق للحظات مضت نتلمس جمالها ونتوق لعودتها.
(نظرات ذقت لواعجها)
ومظلة عشق تجمعنا
كانت بيديك تظللنا
وصغير المقعد أجلسنا
في خفقة قلب نسمعها
برق رعد ملء الطرق
ناديت بقربي فلتبقى
أرياح توحي بالعشق
عجبا في أمر طبائعها
ربتت لتمسح عن شعري
عن ثوبي حبات المطر
فاضت كلماتك بالشعر
بقصائد تأخذني معها