الثورة – فؤاد مسعد:
مئة وست عشرة أيقونة شكلت قوام معرض الأيقونات الذي أقيم في رواق كلية اللاهوت، وأعيد نفسه في غاليري “زوايا”، وجاء نتيجة لعمل طلاب دورة “كتابة الأيقونة البيزنطية”، وشارك فيه 43 طالباً وطالبة تفاوتت أعمارهم بين 13 و 75 سنة، هذا ما أكده قديسة الأب يوحنا بطرس منسق مشروع الدورة في دمشق الذي أشار إلى أن المشروع هو الأول من نوعه في سورية لدورة أكاديمية مدتها ستة أشهر لكتابة الأيقونة البيزنطية، تم فيها إعطاء قسم نظري بما في ذلك لاهوت الأيقونة وتاريخيها في سورية وأسس كتابتها، وقسم عملي جاء بشقين: كتابة بالاكريليك، وبالألوان الطبيعية.
وأوضح أن المشروع انطلق كفكرة من الأرشمندريت الدكتور شحادة عبود، وبرعاية وبركة غبطة البطريرك يوسف العبسي، وهو إعادة تجذر وإحياء للتراث البيزنطي خاصة أن سورية مهد للمدافعين عن الأيقونة أساساً “يوحنا الدمشقي والمدرسة الإنطاكية السورية” إضافة إلى المدارس المتألقة بالأيقونة “المدرسة الحلبية، المدرسة الدمشقية”، وبالتالي هو تراث أصيل انطلق من سورية، مشدداً على فكرة أن “الأيقونة تُكتب كتابة ولا تُرسم”، ولكل خط ولون فيها رمزية وأسس محددة بالكتابة.
يقول: “نعدّ الجيل الجديد لنواجه كل الخراب والتدمير، ولنقول إننا قادرون بأيادِ سورية ملتزمة أن نتمسك بتراثنا الكنسي البيزنطي ونكتب الأيقونات ونحارب الظلام والشر والدمار بالجمال والصلاة”.
وحول المواد المستخدمة في كاتبة الأيقونة البيزنطية، يقول: تُكتب بمواد من الطبيعة كالطحالب والنباتات والحجار والصخور المعدنية النادرة وأجزاء من حيوانات، حتى إن الريشة تكون من الشعر الطبيعي، من الحصان وغيره.
ومن المشاركين في المعرض الدكتورة ميريه عبيد “دكتوراة في علوم اللغات، جامعة دمشق”، تقول: هي تجربة جديدة عندنا، قدمت خلالها خمس أيقونات، أربع اكريليك وواحدة ترابية، وكلمة أيقونة هي ترجمة من اللغة اليونانية تعني الشبه أو المثال، فنحن نقدم في هذه التجربة المثال. وقد أخذنا خلال الدورة معلومات غنية ومهمة، وكان هناك دكتور من إيطاليا يشرح لنا عن تاريخ الأيقونة “أونلاين”، وكاهن من حلب يشرح لنا عن تاريخ الأيقونة الحلبية، إضافة إلى التجربة العملية التي عشناها.
أما السيدة انجليك حوراني فأشارت إلى أن الدورة هي الأولى من نوعها في سورية، وتمثلت مشاركتها بعملين، الأول كتابة أيقونة بألوان اكريليك، والثاني أيقونة بألوان مأخوذة من الطبيعة.
أما السيدة ميرفت الخوري فأوضحت أن الأيقونة تٌكتب وفق أسس محددة لا يمكن الخروج عنها سواء بالقياسات أو بالألوان المستخدمة التي ينبغي أن تكون طبيعية انطلاقاً من تأسيس الخشب الطبيعي وليس المصنّع، بالإضافة إلى أن المواد الترابية مأخوذة من الطبيعة كصفار البيض والخل، وقد شاركت بثلاث أيقونات إحداها للسيدة العذراء مريم المطعونة بسبعة سيوف والتي تعبّر عن العذراء التي تلطّف قلوب البشر، ويتم اللجوء إليها وقت الحروب ليحل السلام.
وأشارت المشاركة عبير اندراوس إلى أن الدورة كان فيها عدة مراحل، بما في ذلك تاريخ الأيقونة ورموزها وطريقة الرسم بألوان الاكريليك والألوان الطبيعية، فالأيقونة الطبيعية مختلفة عن الفن العادي، وليتشكل اللون المراد وضعه على اللوحة ينبغي أن يتم مزج للألوان وهو أمر يحتاج إلى خبرة طويلة.