الثورة:
بفارق 30 عاما نجحت تلميذة بريطانية تبلغ من العمر 8 سنوات من انتزاع بطولة الشطرنج الأوروبية من منافسها الذي يكبرها بـ30 عاما، وكان الدافع الأول لخوضها تلك المغامرة هو حبها للعب الشطرنج في فترة انتشار كوفيد -19 عندما كانت تبلغ من العمر 5 أعوام فقط، وفي ذاك الوقت أعلنت عن رغبتها في أن تصبح أستاذة كبرى، وأصغر لاعبة إنجليزية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، وأن تفوز في النهاية بلقب عالمي.
حيث كانت الشرارة الأولى التي تدل على تفوق بودهانا سيفاناندان، في لعبة الشطرنج عندما تغلبت على أول منافس دولي لها، وهي لورين دكوستا، صاحبة الـ39 عاما، وهي مدربة منتخب إنجلترا للسيدات، ثم خطفت الصغيرة الأنظار حولها بعدما تعادلت في الجولة قبل الأخيرة مع فلاديسلاف نيفدنيتشي، بطل رومانيا البالغ 54 عاما، كما تواجهت معه في الجولة الأخيرة والتي انتهت بالتعادل أيضا.
وبفضل أداءها الاستثنائي، نجحت “بودهانا” في أن تحظى بإعجاب الجميع في الجولة السريعة، وهو ما أثنت عليه إيرينا بولماجا، 30 عامًا، الأستاذة الدولية الرومانية والمعلمة الكبرى التي شاركت في المسابقة، قائلة “طفلة بعمر 8 سنوات تحقق هذا الإنجاز، إنه أمر لا يصدق”، ووصفت الطفلة بالظاهرة الاستثنائية.
فقد علق لورانس ترينت، معلق الشطرنج والأستاذ الدولي على أداء الطفلة التي تبلغ من العمر فقط 8 سنوات عبر حسابه الرسمي على منصة إكس قائلا “بودهانا سيفاناندان واحدة من أهم المواهب التي شهدتها في الذاكرة الحديثة، إن نضج لعبها، ولمستها الذكية، أمر مذهل حقًا”، وتابع مشيرا إلى أنها ستكون اللاعبة الأهم في تاريخ إنجلترا وعلى مستوى لعبة الشطرنج بشكل عام.
ومن جانبه أثنى دومينيك لوسون، رئيس الاتحاد الإنجليزي للشطرنج، على أداء الطفلة مشيرا إلى أنها تتمتع بموهبة استثنائية كونها تتبع تكنيكا خاصا في اللعب استراتيجي وصبور، وهو أسلوب لم يظهر على ساحة المنافسة من قبل، يٌذكر أن Bodhana حاليًا تعد ثالث أعلى لاعبة في العالم من مواليد عام 2015 في الشطرنج الكلاسيكي.
اشتعل دافع حب بودهانا للشطرنج عندما لاحظت القطع الخاصة باللعبة وبدأت تسأل والدها عن أصلها وكيفية اللعب، وتقول بدورها صاحبة الـ8 أعوام، أن اليوتيوب هو السبب الرئيسي لتعلمها الشطرنج، وبفضل هذا الشغف أصبحت أول بطلة عالمية للشباب في إنجلترا منذ 25 عامًا، بعد أن فازت بألقاب في المسابقات الكلاسيكية والسريعة والخاطفة.
وكشفت الصغيرة عن حلمها وأنها تريد أن تصبح أصغر لاعبة إنجليزية يفوز بميدالية ذهبية أولمبية، وأن تفوز بلقب عالمي، وعلى إثر هذا الحماس توقع لها أساتذة عالميون مستقبل مشرق في لعبة الشطرنج، وعلى رأسهم لورانس ترينت والذي أشار إلى أنها ستصنع بصمة واضحة في لعبة الشطرنج.
وعن سر حبها للعبة الشطرنج قالت “فترة كوفيد كانت اللقاء الأول الذي جمعني مع رقعة شطرنج بها قطع، أثارت فضولي للبحث عن آلية اللعب بها حتى الصباح”، وما أن أدرك والدها هذا الشغف حنى بدأ بأخذها في جولة حول اتحاد الشطرنج الإنجليزي، وبفضل تألقها واحترافها للعبة أصبحت التلميذة الصغيرة هي سفيرة موقع Chesskid “موقع يمكن للأطفال تعلم كيفية لعب الشطرنج فيه”، أول بطلة عالمية للشباب في إنجلترا منذ 25 عامًا، بعد أن فازت بألقاب في المسابقات الكلاسيكية والسريعة والخاطفة.