الثورة :
حاول الطبيب فراس حمد إنقاذ حياة طفله من الموت بعد أن أصيب بنقص حاد في كمية الأوكسجين لكن جميع محاولاته باءت بالفشل لعدم توافر سرير له في مستشفيات قطاع غزة التي تجاوزت طاقتها الاستيعابية الـ 250 بالمئة بسبب ارتفاع عدد الجرحى جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الثمانين إلى أكثر من 54 ألفاً.
الطبيب حمد الذي يقيم في مركز إيواء في مدينة رفح جنوب القطاع بعد أن نزح من منزله في بيت حانون شماله قال لمراسل سانا: حاولت إنقاذ حياة قاسم بتوفير الدواء والعلاج المناسب لكن دون جدوى، ابني ومئات الأطفال الآخرين فارقوا الحياة جراء فقدانهم العلاج والغذاء بسبب الحصار الشامل الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.
حال الطفل قاسم حمد لا يختلف عن حال الطفل محمود العواودة الذي يوضح والده أنه يحاول علاجه في مستشفيات وسط القطاع بالقول: حالته تزداد سوءاً مع نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية من جميع المستشفيات التي باتت عاجزة تماماً عن استقبال الأطفال المرضى ليموتوا بصمت في مراكز الإيواء والمناطق التي تحاصرها قوات الاحتلال في مدينة غزة وشمالها.
زكريا سالم نازح في أحد مراكز الإيواء بغزة أشار إلى أن حليب الأطفال نفد من المدينة بشكل كامل منذ شهر الأمر الذي تسبب بالجوع والحرمان لطفليه التوءمين، مبيناً أنه يسعى لإسكات جوعهما عبر توفير حليب غير مناسب لعمريهما، ما تسبب بضعف حاد في جسديهما وأمراض في المعدة.
الباحث الحقوقي حسين حماد لفت إلى أن 90 بالمئة من أطفال القطاع فقدوا الأمن الغذائي والعلاج والمستلزمات الطبية جراء عدوان الاحتلال ومنعه إدخال المساعدات الإنسانية، موضحاً أن 135 ألف طفل دون الثانية من عمرهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل انعدام كل المقومات الغذائية والعلاجية، وأن 183 طفلاً يولدون يومياً داخل مراكز الإيواء المكتظة بمئات آلاف النازحين لا يتوافر لأمهاتهم الغذاء ولا المياه ولا الرعاية الصحية المناسبة.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف حذرت من أن جميع الأطفال دون الخامسة في القطاع وعددهم 335 ألفاً، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي كان يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة، مشيرة إلى أن هذا الخطر غير المقبول يأتي في وقت تشهد فيه المنظومة الغذائية والصحية في قطاع غزة انهياراً كاملاً، وأن أكثر من ثلثي المستشفيات لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والأدوية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية جراء الحرب، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.