من يحمي طفل المغارة ويضيء شجرة العيد في فلسطين.. ومن يحتفل بالعام الجديد وهو ينزف في مهده في الأراضي الفلسطينية المقدسة.. هناك حيث يتكرر المشهد فكما هرب السيد المسيح طفلاً من سيف هيرودوس كذلك اليوم يستنجد أطفال غزة من قنابل نتنياهو الذي لن يطوي صفحة العدوان مع العام الجديد بل وضع خطته لقتل المزيد من أهلنا في فلسطين وتعليق أسمائهم شهداء على رأس السنة القادمة.
نتنياهو أعلن شروطه مجدداً لوقف العدوان على غزة وأهمها إنهاء ما سماه التطرف في فلسطين ونزع سلاح المقاومة والقضاء عليها ليس في القطاع فقط بل في كل أنحاء فلسطين وهذا يعني استمرار الحرب والعدوان واستهداف كل فلسطيني بتهمة أنه فلسطيني!!
وليس هناك تحليل لقول نتنياهو أنه يريد القضاء على التطرف في فلسطين المحتلة سوى أنه استل تعويذة أميركا في محاربة التطرف والإرهاب ليجعلها تهمة جاهزة لكل من يعارض سياسته الإجرامية ولكل من يدافع عن حقه من الفلسطينيين في استعادة الأرض أو حتى العيش فيها فالتهجير في غزة خطة إسرائيلية للسيطرة على القطاع وجعله ضمن خططها السياسية والاقتصادية أيضاً.
لذلك اختار نتنياهو مصطلح التطرف لأنها لعبة أميركا في الأساس وتعريف المتطرف في قاموس نتنياهو بأنه المقاوم والمتمسك بأرضه وهذا يعني أن رئيس حكومة الكيان مستمر في العدوان ووضع شروطه المستحيلة وحججه الواهية ليدفن كل مقترحات السلام وعلى رأسها حل الدولتين
فنتنياهو لا يريد أن تتوقف الحرب لأن ذلك يعني موتاً سياسياً له خاصة بعد أن حطمت عملية طوفان الأقصى الوجه الأمني لإسرائيل وسقطت المستوطنات في قبضة المقاومين وإنهاء العدوان يعني أن يخرج نتنياهو من الحكومة ويدخل السجن بتهمة التسبب بتقدير حجم وبسالة المقاومة.
لا يريد نتنياهو إنهاء العدوان وهو إذ يسلط الضوء على الشهداء الفلسطينين في القطاع ليقول إن جنوده هم المنتصرون على صفحات الجرائد وشاشات الإعلام المأجور يتناسى أن هناك من يفضحه من الداخل ويصرخ بوجهه نحن في عداد القتلى وأنت تضعنا على قوائم احتفالك المزعوم بالنصر؟!