الثورة- همسة زغيب:
تمر ليال أعياد الميلاد المجيدة في الأراضي الفلسطينية المقدسة ومدينة بيت لحم، المدينة التي شهدت ميلاد يسوع المسيح، وقد اختفت شتى مظاهر الاحتفالات التي كانت تزينها في هذا الوقت من كل عام، أتى العيد وطفل يبكي وقصف عشوائي، وضجيج وقلق انفجارات، وأصوات قصف تصدح في كل مكان في غزة، كوابيس خوف ورعب وليل طويل، دماء تلون المشهد، وأصوات عالية مدوية في كل مكان، هي ظروف قاهرة لشعب مسلوب الحق والحرية كتب التاريخ عنه حروفاً تعجّ سطورها بالحروب.
ما الذي يقتل الطفولة أكثر من أن يعيش الطفل ضغوط الحرب وما تخلفه من صدمات، ويرى هول الحرب نفسها يومياً بأم عينه، ويعيش مرارة الخوف من الأصوات العالية فيرى وحشية الاحتلال، ولا يستطيع الفكاك من واقع مليء بالخوف والفزع، هؤلاء أطفال غزة الأبرياء وهم يعانون فقدان احتياجاتهم اليومية، كالأكل والنوم والحرمان من ألعابهم..، وهو أمر قد ينعكس على جيل كاملٍ في المستقبل.
وبعد ذلك كله، كيف للساحات أن تنعم بالمصابيح وشجر العيد والزينة؟ كيف يمضون عيدهم تحت قصف المدافع وطلقات الرصاص وأرواح ترتقي شهيدة كل لحظة.