فؤاد دبور – كاتب أردني:
يستهدف المجرم الإرهابي نتنياهو الوطن العربي حيث قال قبل ورطته في قطاع غزة لقد اخترقنا القومية العربية، بالطبع فإن نتنياهو انما يستند على عمليات التطبيع التي تقيمها أنظمة عربية مع كيانه وبالتأكيد فإن مثل هذا التطبيع يلحق ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية وبأمن الأمة العربية جمعاء.
نؤكد على ضرورة تطوير الفكر القومي العربي استنادا الى تعميق الوعي العربي على أساس التركيز على الهوية القومية، وخاصة تحديد المصلحة القومية العليا، وهذا يتطلب من المخلصين لقوميتهم وأمتهم العربية نشر الوعي القومي لدى جماهير شعبنا العربي في كل أقطار الأمة، باعتباره خلاص الأمة من واقعها غير الطبيعي ومعاناتها الناجمة عن استمرار واقع التجزئة والتخلف وتبعية البعض لدول غربية استعمارية وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية الداعم الأساسي لعدو الأمة العربية المتمثل في الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب لأرض فلسطين العربية وأراض عربية أخرى في سورية ولبنان.
كما نؤكد على ضرورة إحياء المشروع القومي النهضوي العربي في هذا الوقت العصيب الذي تمر به أمتنا العربية، خاصة في ظل العدوان الصهيوني المستمر وبذل الإدارات الأمريكية بعامة والإدارة الحالية بخاصة جهدا كبيرا ومكثفا على دعم المشروع الصهيوني الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإقامة “الكيان المحتل” على كامل التراب الفلسطيني والهيمنة على المنطقة بكاملها، وتحويل العرب أداة تخدم هذا المشروع.
وتأتي ضرورة التمسك بالفكر القومي العربي لجماهير امتنا العربية لأنه مستهدف من القوى المعادية لها وفي المقدمة منها الحركة الصهيونية والإدارات الأمريكية والجماعات التكفيرية وما يسمى بالإسلام السياسي، حيث تجهد هذه الجهات على إطلاق ادعاءات تستهدف القومية العربية وتعمل أيضا على إنزال المزيد من التجزئة وتقسيم أقطار الوطن العربي على أسس مذهبية وطائفية وعرقية.
إنهم يعادون القومية العربية والفكر القومي العربي لأنه يجمع الأمة ويعطيها القوة والاقتدار على مواجهة العدو الصهيوني المحتل وإفشال المشاريع الاستعمارية التي تستهدف الأمة واستقلالها وسيادتها وثرواتها.
وبالتأكيد فإن هؤلاء الأعداء إنما يستفيدون كثيرا من الأوضاع العربية الشاذة، وبالنسبة لهم فإن موت الفكر القومي يوصل إلى إفشال العرب في تحقيق وحدتهم وصمودهم ودرء الأخطار المحدقة بهم.
نعود لنؤكد على أن الخطوات الضرورية للحفاظ على الهوية العربية وتطوير الفكر القومي العربي يجب أن يستند إلى فهم أبعاد وأهداف جامع الأمة وحامي مصالحها القومية وصيانة وجودها وإعادة دورها التاريخي وجعلها تستعيد المحتل من أرضها وسيادتها وكرامتها والحفاظ على ثرواتها واستعادة المسلوب المحتل من هذه الأرض.
كما أننا نؤكد على أن فرقة العرب وإقدام بعضهم على التطبيع مع العدو الصهيوني تسبب بضعفهم وفتح الطريق أمام العدو المحتل إلى المزيد من احتلال الأرض و الإقدام على العدوان الدموي الغاشم، وإن وحدة العرب تجعل الأعداء غير قادرين على العدوان والإرهاب والقتل والتدمير والخراب والحصار والاغتيال وانتهاك السيادة للعديد من أقطار الوطن العربي ويحول دون تصفية القضية الفلسطينية تحت اسم “صفقة القرن”، وإن ما يجري اليوم من عدوان إجرامي دموي بشع إنما يستهدف تحقيق هذا الهدف.
* أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن – تحت التأسيس
التالي