“لا بسمع ولا بشوف ..”

يبدو أن الوضع المادي يغير كل شيء بالحياة حتى الأحاسيس  عند الأشخاص وعند الحكومة ، وأبعد من ذلك، فالوضع المادي لم يغير الأحاسيس فقط بل بدل طبيعتها ،فمثلا حاسة السمع تحولت من فعل لا إرادي  إلى فعل إرادي،  يعني نسمع ما نريد ولا نسمع ما لا نريد.
ما سبق ذكره حدث مع خالي غسان، فخالي كانت زوجته تطلب منه أن يشتري لها بعض حاجات البيت وهو عائد من وظيفته، ولكن عندما يعود لم يكن يُحضر ما طلبته منه، وعندما تسأله يقول لها :”والله ما سمعت” وتكرر الأمر إلى أن حدث نقاش حاد  بينهما وقالت له “شو صاير أبو مرعي”؟ (وطبعا كانت تقصد أغنية جورجيت صايغ يا بو مرعي)، فما كان منه إلا أن ناولها كف “متل فراق الوالدين” الأمر الذي جعلها تحرد عند أهلها ،تدخل خالي عماد وأصلح بينهما وأخذ خالي غسان جانبا وقال له :”خيي إذا عندك مشكلة بالسمع روح لعند دكتور”، فكان جوابه ،”أنا ما عندي مشكلة لكن والله ما معي مصاري فأتذرع بعدم السمع”.
حكومتنا تشبه خالي غسان ، فوضع مواردها كوضع راتبه لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
الأمر كان يمكن حله بين خالي وزوجته لو كان شفافا معها ، فهي شريكته وتتحمل ، وكانت ربما تساعده في تدبير بعض الأمور من “قريبه”كما يقال  ودون تكاليف مادية.
الحكومة تجاهلت الكثير من مطالب المواطنين وحتى التي ليس لها تكاليف مادية مثل تثبيت المتعاقدين منذ سنوات طويلة زادت على عشرين عاما لدى البعض، وهناك عدد كبير منهم من ذوي الشهداء ، أيضا لو كانت الحكومة شفافة مع المواطن لكان المواطن أوجد لها تبريرات ، ولما كان عاش صدمة الوعود التي تحولت إلى أفعال عكسية ، فكم مرة وعدت بتخفيض الأسعار؟ وكم مرة وعدت بتحسن وضع الكهرباء؟، وكم مرة وعدت بتحسين خدمة الاتصالات بعد رفع أسعارها؟
الخوف الأكبر اليوم من تغير بقية الأحاسيس  وليس السمع فقط ، فنرى الخطأ صح وبالعكس ، وتتحول رائحة المواد الفاسدة والمخالفة وغير الصالحة للاستهلاك الى رائحة ذكية.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق